زلزال ميانمار المدمر.. منظمة الصحة العالمية ترفع مستوى الطوارئ إلى الحد الأقصى

في استجابة طارئة لواحد من أقوى الزلازل التي ضربت ميانمار، أعلنت منظمة الصحة العالمية رفع مستوى التعامل مع الطوارئ إلى المستوى الثالث، وهو التصنيف الأعلى الذي تتبناه المنظمة في حالات الكوارث الكبرى. هذا القرار يعكس حجم الدمار الهائل والاحتياجات الإنسانية الملحّة التي خلفها الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، متسببًا في انهيار المباني وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، ما دفع فرق الإنقاذ إلى سباق مع الزمن لإنقاذ الضحايا والعثور على ناجين تحت الأنقاض.
التداعيات الصحية والاستجابة الدولية
أوضحت منظمة الصحة العالمية في بيانها أن الزلزال شكّل ضغطًا غير مسبوق على المنشآت الصحية في المناطق المتضررة، التي تعاني بالفعل من ضعف في إمكانياتها الطبية. ونتيجة لذلك، برزت الحاجة إلى تعزيز الاستجابة الطبية العاجلة، مع تركيز خاص على علاج المصابين من الصدمات، وتوفير الجراحات الطارئة، وإمدادات الدم، والأدوية الأساسية، فضلاً عن دعم الصحة النفسية للمتضررين.
تحديات الإنقاذ والإغاثة
تواجه عمليات الإغاثة تحديات هائلة، بدءًا من تعقيد الوصول إلى المناطق النائية المتضررة بسبب البنية التحتية المتهالكة، وصولاً إلى نقص الموارد الطبية والغذائية. كما أن حجم الأضرار يفرض على المجتمع الدولي التدخل بسرعة لتقديم الدعم اللوجستي والطبي، لا سيما في ظل تحذيرات من تفشي الأمراض بسبب تلوث المياه ونقص الخدمات الأساسية.
كارثة طبيعية
شهدت ميانمار كارثة طبيعية مدمرة بعد زلزال عنيف ضرب البلاد يوم الجمعة، بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، ليصبح أحد أقوى الزلازل التي شهدتها البلاد خلال القرن الماضي. هذه الكارثة لم تكن مجرد هزة أرضية عابرة، بل فجرت أزمة إنسانية عميقة وأبرزت تحديات خطيرة تواجهها البلاد في ظل حكم المجلس العسكري.
مئات القتلى وآلاف المصابين
وفقًا للمصادر الرسمية، ارتفع عدد القتلى إلى 1700 شخص، بينما أصيب أكثر من 3400 بجروح متفاوتة، ولا يزال أكثر من 300 شخص في عداد المفقودين. إلا أن الكارثة اتخذت بُعدًا أكثر مأساوية حين أعلنت إحدى المنظمات الإسلامية في البلاد أن أكثر من 700 مصلٍ لقوا حتفهم بعد انهيار المساجد عليهم أثناء صلاة الجمعة. يعكس هذا الرقم حجم الدمار الهائل الذي طال البنى التحتية الدينية، إلى جانب المنازل والمنشآت العامة.
المستشفيات في مختلف أنحاء البلاد أصبحت عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، ما دفع الأهالي والمتطوعين إلى التدخل في عمليات الإنقاذ والإغاثة بوسائل بدائية وبأقل الموارد. وفي ظل شحّ المعدات والإمدادات الطبية، باتت بعض المناطق الأكثر تضررًا تعاني من وضع صحي كارثي، ما ينذر بارتفاع عدد الضحايا في الأيام المقبلة.
التداعيات السياسية والاجتماعية
تأتي هذه الكارثة في وقت تعاني فيه ميانمار من اضطرابات سياسية منذ انقلاب 2021، الذي أدى إلى تصاعد الصراع بين المجلس العسكري والمعارضة المسلحة. وأثارت الاستجابة البطيئة للكارثة انتقادات داخلية وخارجية، حيث يرى مراقبون أن الحكومة العسكرية لم تكن مستعدة للتعامل مع أزمة بهذا الحجم، ما يعكس ضعف البنية التحتية وغياب خطط الطوارئ الفعالة.
علاوة على ذلك، فإن المجتمع المسلم في ميانمار، الذي عانى من تمييز واضطهاد لسنوات، بات يواجه كارثة إنسانية مضاعفة. فبينما فقد مئات المسلمين حياتهم في المساجد المنهارة، لا يزال كثيرون يواجهون صعوبة في الحصول على المساعدات، في ظل التوترات العرقية والدينية المستمرة.