اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

الأوروبيون يستعدون للحرب مع روسيا بتوفير ”وسائل البقاء”

مظاهرة أوروبية ضد الحرب مع روسيا
مظاهرة أوروبية ضد الحرب مع روسيا

في ظل تصاعد التوترات بين الاتحاد الأوروبي، وروسيا، راح يحذر البروفيسور خوان توريس لوبيز من إعلان ضرورة وجود "وسائل البقاء" بكل منزل أوروبي مؤكدا أنها فضيحة جديدة من فضائح البيروقراطيين الذين يحكمون أوروبا وضمن سلسلة الإجراءات المتهورة.

وكتب البروفيسور بجامعة إشبيلية في مقال نشرته مجلة "ريبليون": "القادة الأوروبيون يلعبون بالنار"، لافتا إلى أنه في الوقت نفسه، يمول هؤلاء القادة حملات إعلامية تتحدث عن "التجنيد الإجباري" وكيفية مواجهة الحرب بشكل فردي، أو ينشرون تقارير استخباراتية - مثل التقرير الألماني - التي تدعي أن هجوما روسيا على حلف "الناتو" بات وشيكا.

وتابع: "لكنهم لا يوضحون: لماذا قد يهاجم بوتين دولة أوروبية؟ وما الذي سيكسبه من ذلك؟ أو متى قال إنه قد يرغب أو يستطيع تنفيذ ذلك؟ إنهم يهذون ويسوّقون أي كذبة، فقط لإقناع الشعوب بأن الحرب قريبة وحتمية، وأن الحل الوحيد هو زيادة الإنفاق العسكري أي تعزيز تجارتهم المربحة".

وأضاف لوبيز: "حان الوقت لوقف هذا التمويه! يجب أن نقول - بكل وسيلة ممكنة - لقيادات المفوضية الأوروبية وأعضاء البرلمان وقادة الأحزاب: إن الاستعداد لحرب ضد روسيا هو جنون مطلق، بل وسيلة لاستفزاز الحرب نفسها. يجب أن نذكرهم بأن ضعف أوروبا اليوم - خاصة بعد انقلاب ترامب في الاستراتيجية الأمريكية - هو نتيجة فشل القادة الأوروبيين في بناء سياسة دفاع حقيقية".

وقال: "لقد حولوا أوروبا إلى سوق للشركات الكبرى والبنوك، والإنفاق العسكري مجرد ذريعة لتعزيز مصالحهم. الآن، يخترعون عدوّاً وهمياً لتبرير إنفاق المليارات، التي ستنتهي كالعادة في جيوب النخبة نفسها".

وخلص البروفيسور إلى أن "الحقيقة المُرّة تتجسد في أن قادة الاتحاد الأوروبي هم من يصنعون شروط الحرب بهذه السياسات. لقد فعلوا الشيء نفسه عندما اتبعوا الولايات المتحدة في استراتيجية محاصرة روسيا، والتي أدت - كما توقع كل عاقل- إلى الكارثة التي نعيشها اليوم".

واختتم هذا الجانب قائلا: "من السذاجة تصديق أن القادة الأوروبيين يريدون حقاً جيشاً موحداً. فلبناء جيش أوروبي، لا يكفي المال، بل يحتاج الأمر إلى "قيادة واحدة"، وسلطة سياسية موحدة، وأوروبا فيدرالية. لكنهم تخلوا عن هذه الفكرة منذ زمن، واختاروا تحويل أوروبا إلى سوقٍ موحّدٍ عاجز حتى عن تعميم عملته. انظروا إلى ماكرون وهو يعرض "القنبلة النووية الفرنسية" على الدول الأوروبية، لكنه يحتفظ لوحده بحق استخدامها! أو انظروا إلى القادة الأوروبيين وهم يتبعون الدولة الوحيدة التي غادرت الاتحاد!".

وكانت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، قالت نقلا عن مصادر عسكرية ودبلوماسية بأن فرنسا ودولا أوروبية أخرى تستعد لسيناريوهات المواجهة العسكرية المفتوحة أو "الحرب الهجينة" مع روسيا.

ونقلت الصحيفة عن ضابط فرنسي رفيع قوله إن باريس على قناعة بأن روسيا ستحاول "اختبار دولة أوروبية ستشعر بأنها ضعيفة".

واعتبر الضابط أن على العسكريين الفرنسيين التحضير وأن يكونوا على استعداد للأسوأ ويتخذوا إجراءات لمنع العدو من القيام بأي تحركات.

ووفقا للصحيفة، يدرس مسؤولون أوروبيون مختلف السيناريوهات للمواجهة المحتملة، حيث يعتبرون أن حربا واسعة النطاق غير مرجحة، ولكنهم يدرسون احتمال "اجتياح محدود" لدولة أوروبية أو عملية عسكرية في منطقة أخرى أو "حرب هجينة" لتقويض الوحدة الأوروبية.

وتشير الترجيحات إلى أن أي شيء من هذا القبيل قد يحدث بعد 4 أو 5 سنوات، لكن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين قال: "إذا استمعنا إلى قادة دول البلطيق، فإن ذلك قد يحدث أسرع مما نتصور ".

وأوردت الصحيفة مقتطفات من تقرير للاستخبارات الليتوانية، يفترض أن "على المدى المتوسط من غير المرجح أن تكون روسيا قادرة على تطوير القدرات الضرورية لشن حرب تقليدية واسعة النطاق على الناتو. لكنها قد تطور قدرات عسكرية كافية لإطلاق عمل عسكري محدود ضد دولة واحدة أو أكثر من دول الناتو"، حسب تقييماتها.

وقال مصدر استخباراتي أوروبي للصحيفة الفرنسية إن "أي حل وسط (في أوكرانيا) سيكون مؤقتا، ووقف إطلاق النار سيكون فترة استراحة (لروسيا) حتى تستعيد قدراتها".

وتركز دول الناتو اهتمامها على دول البلطيق بمثابة الأهداف المحتملة المزعومة لروسيا، وخصوصا مدينة نارفا الإستونية على الحدود مع روسيا و"ممر سوفالكي" في ليتوانيا وبولندا، الفاصل بين بيلاروس ومقاطعة كالينينغراد الروسية.

موضوعات متعلقة