أوروبا في اختبار الدفاع عن أمنها.. قمة باريس تبحث مستقبل الدعم لأوكرانيا وسط غياب أمريكي

تواجه أوروبا تحديًا استراتيجيًا جديدًا مع تصاعد الحرب في أوكرانيا، حيث دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القارة إلى إثبات قدرتها على الدفاع عن نفسها، وذلك خلال قمة الدول الحليفة لكييف المنعقدة في باريس. تأتي هذه القمة في غياب الولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التنسيق الأوروبي في دعم أوكرانيا، لا سيما مع توجه واشنطن نحو محادثات مباشرة مع موسكو وكييف بعيدًا عن الحلفاء الأوروبيين.
محاولة أوروبية لتوحيد الصفوف
بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اجتمعت وفود من نحو 30 دولة في باريس اليوم، لمناقشة سبل تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، بالإضافة إلى استكشاف فرص تحقيق السلام. ويأتي هذا الاجتماع بينما تسعى أوروبا إلى إعادة تأكيد دورها المحوري في الملف الأوكراني، بعد أن بدت مستبعدة نسبيًا من المحادثات الأخيرة التي جرت برعاية أمريكية في السعودية بين موسكو وكييف.
هدنة غير مؤكدة.. هل تتجه الحرب إلى تهدئة؟
في تطور مفاجئ، كشف مسؤول أوكراني كبير أن روسيا وأوكرانيا توقفتا عن استهداف منشآت الطاقة منذ يوم الثلاثاء، وهو اليوم الذي أعلن فيه البيت الأبيض عن اتفاقات جديدة بين الطرفين تم التوصل إليها في محادثات جرت في السعودية. وأوضح المسؤول أنه منذ 25 مارس لم يتم تسجيل أي ضربات روسية مباشرة على قطاع الطاقة الأوكراني، وهو ما دفع أوكرانيا إلى الامتناع عن استهداف منشآت الطاقة الروسية.
اتفاق البحر الأسود.. خطوة نحو تهدئة مؤقتة؟
كما أعلن البيت الأبيض عن اتفاق بين موسكو وكييف يقضي بضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، والتخلي عن استخدام القوة، ومنع استغلال السفن التجارية لأغراض عسكرية. وأكدت أوكرانيا صحة هذا الاتفاق لكنها طالبت بتوضيحات بشأن آلية التنفيذ، فيما أعلنت روسيا أنها لن تلتزم بالاتفاق بالكامل ما لم يتم رفع العقوبات عن صادراتها الزراعية.
ضبابية المشهد
حتى الآن، لم تطرح واشنطن جدولًا زمنيًا واضحًا لدخول هذه الهدنة حيز التنفيذ، مما يثير الشكوك حول مدى التزام الأطراف بها. وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن أوروبا مطالبة بتحمل مسؤولية أكبر في الملف الأوكراني، خاصة بعد التغيرات في مواقف الحلفاء التقليديين، مما يضع القارة أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على حماية مصالحها والدفاع عن القيم التي تبنتها منذ بداية الأزمة.
مستقبل الأزمة.. إلى أين تتجه الأمور؟
مع استمرار المفاوضات والتحركات الدبلوماسية، يظل مصير الحرب في أوكرانيا غير واضح. فهل ستتمكن أوروبا من لعب دور أكثر تأثيرًا في إدارة النزاع؟ أم أن الأزمة ستبقى رهينة المصالح الأمريكية والروسية، مع تهميش الحلفاء الأوروبيين؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات.