ضربة عسكرية ضد إيران.. التحديات والتحضيرات الإسرائيلية والفرص الاستثنائية
أشار خبراء ومختصون إلى أن تحرك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستهداف إيران قد يأتي في إطار استغلال الأوضاع الحالية في المنطقة، وخاصة تراجع الدور الإيراني في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائها. فقد أدى تراجع دور طهران إلى تأثيرات كبيرة في المنطقة، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية ميليشيات حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، ما دفع إيران إلى التفكير في إعادة ترتيب أوراقها.
نافذة تاريخية لإسرائيل
يرى اللواء احتياط يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، أن ما يحدث في سوريا يمثل "نافذة تاريخية" لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها الإقليمية، مشيرًا إلى أن هذه الفرصة قد لا تتكرر. وأضاف زيف أن الوضع الإيراني الراهن يشبه "النمر الجريح" الذي قد يتجه نحو أحد الخيارين: إما أن يؤدي إلى فوضى في المنطقة أو يسرع من تطوير برنامجها النووي. وأكد زيف أن "دخول طهران لنادي الأسلحة النووية سيمنحها فرصة لاستعادة مكانتها ونفوذها الإقليمي"، مشددًا على ضرورة أن تتنبه إسرائيل والولايات المتحدة لهذا التهديد وتعملان على مواجهته.
وفي هذا السياق، ذكر زيف أنه من الممكن أن تلجأ إسرائيل وأمريكا إلى توجيه ضربة مشتركة تستهدف مراكز تخصيب اليورانيوم الإيرانية، خاصة بعد أن أضعفت الهجمات الإسرائيلية دفاعات إيران الجوية. وأوضح أن هذه الضربة قد لا تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية بسبب عدم وجود دعم إيراني من حلفائها.
رغبة نتنياهو في توجيه ضربة لإيران
من جانب آخر، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن بنيامين نتنياهو يرغب بشدة في توجيه ضربة قوية لإيران وبرنامجها النووي، ويعتقد أن التهدئة على الجبهات القريبة عبر اتفاقات مع لبنان وغزة هي جزء من الاستعدادات الإسرائيلية لهذا الهجوم. ويعتقد شلحت أن سقوط نظام الأسد في سوريا قد دفع المخططات الإسرائيلية ضد إيران إلى الأمام، ما يجعل ضرب إيران أمرًا مرهونًا فقط بتوجيه ضربة عسكرية استباقية لميليشيا الحوثيين في اليمن. وأضاف أن مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ستبدأ الترتيبات لضرب البرنامج النووي الإيراني، موضحًا أن إسرائيل لن تضيع الفرصة المتاحة حاليًا في ظل ضعف إيران على الساحة الإقليمية.
الترتيبات اللازمة لضربة عسكرية
أما أستاذ العلوم السياسية مصطفى قبها، فقد أشار إلى أن أي تحرك عسكري ضد إيران يتطلب "ترتيبات استثنائية وكبيرة"، وهو ما يعني أن الوقت الحالي قد لا يكون مناسبًا لهذه الضربة. وأوضح قبها أن واشنطن ستحتاج إلى تسريع عمليات تسليح الجيش الإسرائيلي وتزويده بقدرات عسكرية عالية، خاصة في مجال الجو والطيران، وهو ما قد يستغرق عامًا على الأقل.
وقال قبها إن إسرائيل وأمريكا ستزيدان من استعداداتهما لضربة محتملة ضد إيران في النصف الثاني من العام المقبل، وربما بعد انتخابات الكنيست وتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وأكد أن إسرائيل ستواصل استهداف حلفاء إيران في المنطقة في الوقت الذي تواصل فيه الاستعداد لتوجيه ضربتها الرئيسية لطهران.