اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي التموين والأوقاف لتوريد السلع الأساسية ضريح سليمان شاه يعود إلى بؤرة التوتر بين تركيا والأكراد في شمال سوريا التعليم الفلسطيني: أكثر من 12 ألف طالب استُشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي المدير التنفيذي لمرصد الأزهر: نشر الأفكار المضللة أحد تهديدات الأمن الفكري ليبيا على مفترق طرق.. الأمم المتحدة تُقدّم مبادرة جديدة وسط تحديات الانقسام السياسي نائب رئيس جامعة الأزهر: ملامح الوقاية الصحية ظهرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرانسوا بايرو أمام تحديات غير مسبوقة.. معركة سياسية واقتصادية للحفاظ على الاستقرار في فرنسا كوباني على شفير المواجهة.. فشل الهدنة وتعزيزات عسكرية تهدد الاستقرار وزير الأوقاف: تحقيق الأمن والأمان على رأس أولويات المؤسسة الدينية في مصر مفتي الديار المصرية: ندعم كفاحَ الشعب الفلسطيني في غزةَ ضد الكيان المحتل غدا.. الجامع الأزهر يناقش الفكر الحداثي والسنة النبوية بالملتقى الفكري أمين ”البحوث الإسلامية”: العقل البشري أصبح تقنيًا وبحاجة لبرمجة مضادة للفيروسات

سوريا في قلب الصراع الإقليمي.. القوى الكبرى تتنافس على الهيمنة بعد سقوط الأسد

سوريا
سوريا

بعد انهيار النظام السوري وسقوط الرئيس بشار الأسد، دخلت سوريا في مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي والدولي، حيث أصبحت ساحة لتنافس القوى الكبرى التي تسعى للهيمنة على قلب الشرق الأوسط. في الأسبوع الأول من سقوط الأسد، بدأت ثلاث قوى أجنبية كبيرة هي الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل في تنفيذ غارات جوية على أهداف متنوعة داخل سوريا، كل منها يسعى لتحقيق أهدافه الإستراتيجية الخاصة، مما يزيد من تعقيد المشهد في المنطقة.

الولايات المتحدة، التي تواصل جهودها لمكافحة الإرهاب في المنطقة، شنت ضربات ضد تنظيم داعش في الشرق السوري. أما تركيا، التي تعتبر قوات سوريا الديمقراطية الكردية تهديدًا مباشرًا لأمنها، فقد استهدفت مواقع تلك القوات في شمال شرق سوريا. وفي الوقت ذاته، كثفت إسرائيل من ضرباتها الجوية ضد المواقع العسكرية السورية في مختلف أنحاء البلاد، في إطار محاولاتها المستمرة لمواجهة الوجود الإيراني والميليشيات المدعومة من طهران في سوريا، والتي تعتبرها تهديدًا للأمن الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه هذه العمليات العسكرية، سارعت كل من روسيا وإيران، اللتان كانت تعتبران الداعمتين الرئيسيتين للنظام السوري خلال السنوات الماضية، إلى إعادة تمركز قواتهما داخل سوريا. حيث أعلنت إيران عن إجلاء حوالي 4000 فرد من قواتها في سوريا منذ سقوط النظام، في حين بدأت روسيا في سحب قواتها من قواعدها المنتشرة في أنحاء سوريا، وتحديدًا من القواعد الرئيسية، مثل قاعدة "حميميم" الجوية في الساحل السوري، التي أصبحت نقطة تمركز رئيسية للقوات الروسية بعد التراجع عن العديد من المواقع الأخرى.

تلك التحركات العسكرية تشير إلى الأهمية الاستراتيجية لسوريا بالنسبة للقوى الكبرى في المنطقة والعالم. فالموقع الجغرافي لسوريا يجعلها محورية في الصراعات الإقليمية، وبالتالي فإن هذا النشاط العسكري يعد مؤشرًا على حجم التنافس على الهيمنة على هذه الدولة الحيوية.

أما في المجال السياسي، فقد تسببت التطورات العسكرية الأخيرة في تغيير جذري في ميزان القوى الإقليمي. ففيما كانت سوريا تعد جزءًا من المحور الإيراني الذي يمتد من طهران إلى بيروت عبر العراق وسوريا، فإن سقوط النظام السوري قد يؤدي إلى قطع هذا الخط الذي كان يشكل أحد أبرز أذرع النفوذ الإيراني في المنطقة. وهذا التغيير يعكس التحولات الكبيرة في التحالفات السياسية والعسكرية، التي باتت تشهدها المنطقة، ما يجعل الوضع في سوريا أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

وفيما يخص الحرب الأهلية السورية، يرى الخبراء أن الصراع قد يستمر لفترة طويلة. فالمتوقع أن يسعى المنتصرون في الحرب إلى الانتقام من الأطراف الخاسرة، ما يزيد من تعقيد الوضع في البلاد. إضافة إلى ذلك، فإن التدخلات العسكرية الأجنبية، سواء من قبل القوى الكبرى أو من الميليشيات المدعومة من هذه القوى، قد تؤدي إلى تصعيد إضافي للصراع، مما يطيل أمد الحرب.

تعتبر سوريا بموقعها الجغرافي نقطة التقاء للأديان والأيديولوجيات المختلفة، فضلاً عن كونها تحد خمس دول أخرى في الشرق الأوسط، وهو ما يعزز من أهميتها الاستراتيجية لكل من روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل. هذا يجعل الصراع السوري جزءًا من صراع أكبر بين القوى الإقليمية والدولية التي تسعى للهيمنة على هذا البلد المهم في قلب الشرق الأوسط، ويزيد من احتمالات أن يظل الوضع في سوريا مهددًا بالانفجار في أي لحظة.

موضوعات متعلقة