سيناريو الرعب في الضفة الغربية.. إسرائيل تُحذّر من تأثيرات سقوط النظام السوري على الأمن الفلسطيني
تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفي مقدمتها صحيفة "معاريف"، المخاوف المتزايدة لدى إسرائيل من تداعيات سقوط النظام السوري على الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية. ووفقاً لتوقعات إسرائيلية، هناك مخاوف من تصعيد كبير في المنطقة، تم وصفه بـ "سيناريو الرعب"، حيث تتزايد الاشتباكات وأعمال العنف في الضفة الغربية، ما يثير القلق من تفكك السلطة الفلسطينية، وتدهور الوضع الأمني بشكل غير مسبوق.
بحسب تقرير نشرته "معاريف"، شهدت الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمسلحين التابعين لتنظيمات مثل حماس والجهاد الإسلامي وداعش. وتركزت هذه المواجهات في مدينة جنين، حيث أفادت المصادر المحلية بأن قوات الأمن الفلسطينية قتلت يزيد جيعصة، قائد لواء جنين في حركة الجهاد الإسلامي، ما أشعل موجة جديدة من العنف في المنطقة. كما شملت الأحداث زرع عبوات ناسفة، تفجير سيارات مفخخة، واشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وذكرت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أن حملتها في جنين تهدف إلى "وقف الفوضى" التي سببها المسلحون، مشيرة إلى أن بعض هذه الأعمال تم وصفها في الإعلام الإسرائيلي بأنها "داعشية"، في إشارة إلى الأسلوب العنيف والمتطرف الذي اتبعته الجماعات المسلحة. في المقابل، عبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها من أن نجاح الفصائل الإسلامية المسلحة في سوريا قد يكون له تأثير مباشر على المسلحين في الضفة الغربية، حيث من المتوقع أن يلهم هذا النجاح العديد من النشطاء المحليين في المنطقة، ما قد يؤدي إلى تصعيد واسع النطاق في العنف.
وفي هذا السياق، تخشى إسرائيل أن تؤدي هذه التطورات إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وبالتالي فإنها قد تصبح غير قادرة على السيطرة على الأوضاع الأمنية، مما يفتح المجال أمام اشتباكات مباشرة بين القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة، خاصة مع تزايد العنف والقتال الداخلي في الضفة الغربية. وأمام هذه المخاوف، يعقد المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي اجتماعاً طارئاً اليوم الأحد في مركز القيادة، حيث من المتوقع أن يتم بحث سبل التعامل مع هذا التصعيد، مع التركيز على كيفية احتواء الوضع الأمني في الضفة الغربية وضمان استقرار الأوضاع في المنطقة.
ردود فعل فلسطينية ودعوات للتهدئة
على الجانب الفلسطيني، شهدت مدن مثل نابلس وطولكرم احتجاجات واسعة، حيث تخللتها مظاهرات غاضبة وحرق إطارات. وتنديداً بالأوضاع الأمنية المتدهورة، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى ضرورة حل الخلافات الداخلية عبر الحوار، مؤكدة أن المقاومة يجب أن تكون ضد الاحتلال الإسرائيلي، وليس عبر الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين.
من جانبه، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس توجيهات بتفعيل خطة عملياتية غير مسبوقة في مدينة جنين، التي شملت تعزيزات كبيرة لقوات الأمن الفلسطينية، بالإضافة إلى نشر وحدات النخبة مثل الأمن الوطني، وزيادة نشر القناصة على أسطح المنازل. تأتي هذه الإجراءات ضمن سعي السلطة الفلسطينية لفرض سيطرتها على الوضع الأمني المتدهور، وسط تفاقم الاشتباكات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والفصائل المسلحة.
وبينما تستمر الاشتباكات في الضفة الغربية، تشير التطورات الأخيرة إلى ديناميكية سلبية متسارعة قد تزيد من تعقيد الوضع الأمني. هذا الوضع قد يضعف فرص التهدئة ويزيد من خطر التصعيد الأوسع بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل الأوضاع الحالية.