رئيس هيئة الأسرى يروي فظائع الاحتلال.. والإندبندنت تكشف الحقيقة

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العنيف على مدينة ومخيم جنين لليوم السبعين على التوالي، في حملة عسكرية غير مسبوقة تتخللها عمليات تجريف للمنازل، وحرقها، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، وسط تصاعد عمليات الاقتحام والاعتقال في مختلف أنحاء المدينة والمخيم.
وفي ثاني أيام عيد الفطر، استمر الاحتلال في تعزيز قواته بالمدرعات والآليات الثقيلة، حيث شهد فجر اليوم اقتحام أحياء عدة في جنين، من بينها خلة الصوحة وجبل أبو ظهير، مع عمليات دهم وتفتيش للمنازل، وإجبار السكان على البقاء في منازلهم عبر مكبرات الصوت.
دمار واسع وتهجير قسري
أفاد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن الاحتلال دمّر أكثر من 600 منزل بشكل كامل، كما استهدف البنية التحتية بشكل ممنهج، مما جعل المخيم غير صالح للسكن، خاصة مع فرض حصار مشدد على أكثر من 360 نسمة داخله. وأشار إلى أن 21 ألف نازح اضطروا لمغادرة المخيم واللجوء إلى أحياء وقرى أخرى في جنين.
عمليات قمع ممنهجة واعتقالات واسعة
في إطار التصعيد العسكري، فرض الاحتلال حظر تجول مشدد في بلدة قباطية، جنوب جنين، حيث انتشرت قواته العسكرية في جبل الزكارنة، ونفذت عمليات دهم للمنازل، وسط اعتقالات جماعية واستهداف مباشر للمدنيين. كما شملت العمليات العسكرية في المحافظة حملات اعتقال يومية واسعة، تركزت في جنين ومحيطها، وطالت العشرات من الشبان، إضافة إلى استخدام الأسرى كدروع بشرية في عمليات الاقتحام.
جرائم الاحتلال بحق الأسرى.. تعذيب وحشي وإعدامات بطيئة
كشف تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن تعرض الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال لتعذيب وحشي يشمل الصعق بالكهرباء، الضرب المبرح، الطعن، والاغتصاب، مما يعكس نهجًا منهجيًا للقمع والتنكيل بهم.
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الرائد أبو الحمص، أن الاحتلال يتعامل مع الأسرى كرهائن لتصفية حساباته، في ظل غياب أي رقابة دولية فعالة. وأشار إلى أن إسرائيل تحتجز آلاف الأسرى في أماكن سرية، بعضها تحول إلى "مقابر للأحياء"، حيث يتم تنفيذ عمليات قتل بطيء عبر التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.
إحصائيات صادمة حول المعتقلين والشهداء
تشير التقارير الحقوقية إلى أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال بلغ 9500 أسير، بينهم 3405 معتقلين إداريين، و350 طفلًا، و26 أسيرة. كما تحتجز إسرائيل أكثر من 1555 أسيرًا من غزة، وسط ظروف قاسية وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، استشهد 62 أسيرًا داخل السجون الإسرائيلية، بينهم 40 أسيرًا من غزة، في حين تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 71 أسيرًا، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
غزة تحت القصف.. استمرار المجازر خلال عيد الفطر
امتد العدوان الإسرائيلي ليشمل قطاع غزة، حيث استشهد 64 فلسطينيًا خلال أيام عيد الفطر فقط. وفي تصعيد خطير، استهدفت طائرات الاحتلال مدرسة تابعة للأونروا في مخيم البريج، كانت تؤوي نازحين، مما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة آخرين. كما أسفرت الغارات عن استشهاد خمسة فلسطينيين في وسط وشمال القطاع، وسط استمرار الغارات المكثفة على مختلف المناطق.
صمت دولي وتجاهل للجرائم الإسرائيلية
رغم بشاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، يستمر الصمت الدولي والتخاذل عن اتخاذ أي إجراءات جدية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الممنهجة. ويطالب الفلسطينيون بتدخل فوري من المجتمع الدولي، لضمان حماية المدنيين والأسرى، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي المستمر.