اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

كارثة إنسانية في غزة.. انهيار الأسواق وغياب الخدمات بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل

كارثة إنسانية في غزة
كارثة إنسانية في غزة

يبدو أن قطاع غزة يدخل مرحلة غير مسبوقة من التدهور الإنساني، حيث لا تتوقف معاناة المدنيين عند القصف والدمار، بل تمتد إلى جوعٍ متزايد، وغيابٍ للخدمات الأساسية، وانهيارٍ كامل للقطاع الصحي. ومع استمرار الاحتلال في منع دخول المساعدات وفرض الحصار الخانق، يواجه أهالي غزة مستقبلًا مجهولًا ومصيرًا قاتمًا، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية.

يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث انهارت الأسواق بشكل شبه كامل، واختفت معظم الخدمات الأساسية، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار يفوق قدرة النازحين على تأمين احتياجاتهم. وأصبح تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة اليومية تحديًا قاسيًا يواجه السكان في ظل القصف المتواصل والحصار الخانق.
أسواق خاوية وأسعار تفوق القدرة الشرائية
تشهد أسواق غزة نقصًا حادًا في السلع الأساسية، حيث اختفت مواد غذائية ضرورية مثل الدقيق والزيت والسكر من المتاجر، أو أصبحت تباع بأسعار خيالية. النازح أحمد الشاعر (60 عامًا)، وهو أحد المتضررين من هذه الأزمة، أكد أن الأسعار وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث قفز سعر كيلو السكر إلى 35 شيكلًا (10 دولارات)، بينما بلغ سعر لتر الزيت 25 شيكلًا.
وأمام هذا الواقع الصعب، انتشرت موجة من الاستغلال والجشع، حيث اتهم بعض التجار باستغلال الأزمة ورفع الأسعار دون مراعاة الظروف الإنسانية القاسية. التاجر أبو عبد الله قشطة (55 عامًا)، والذي يدير بسطة لبيع المواد الغذائية، اعتبر أن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هو "احتكار التجار الكبار للسلع"، مؤكدًا أن أصحاب البسطات يعانون أيضًا، إذ يُجبرون على شراء البضائع بأسعار مرتفعة ثم يواجهون انتقادات المستهلكين.

أزمة الوقود وانقطاع الغاز


لم يقتصر ارتفاع الأسعار على المواد الغذائية فحسب، بل امتد إلى الوقود وغاز الطهي، مما زاد من معاناة المواطنين، وخاصة النازحين الذين يعتمدون عليه لإعداد الطعام. النازح محمد كلاب (50 عامًا)، الذي أرسل أسطوانته لتعبئتها قبل رمضان، تفاجأ برسالة من الموزع تخبره بعدم توفر الغاز حتى إشعار آخر بسبب إغلاق المعابر.
ومع استمرار انقطاع الغاز، لجأ الكثيرون إلى استخدام الحطب للطهي، رغم صعوبة ذلك في ظل القصف المستمر. إلا أن سعر الحطب نفسه ارتفع إلى ثلاثة شواكل للكيلو، مما زاد من صعوبة تأمين بدائل للطهي. كما بلغ سعر كيلو الغاز 120 شيكلًا بسبب زيادة الطلب عليه من قبل المخابز والمركبات، بينما أصبح استخدامه في المنازل شبه مستحيل.
القطاع الصحي على حافة الانهيار
إلى جانب أزمة الغذاء والوقود، تعاني المستشفيات والمرافق الصحية من انهيار شبه كامل بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات. التحذيرات الطبية تتوالى من كارثة وشيكة إذا لم يتم إدخال الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، حيث يعتمد آلاف المرضى والمصابين على الأجهزة الطبية المنقذة للحياة، والتي باتت مهددة بالتوقف.
ووفقًا لمصادر طبية، فإن استمرار الحصار قد يؤدي إلى توقف تام للخدمات الصحية، خاصة بعد أن قطع الاحتلال الكهرباء عن القطاع منذ بداية الحرب، مما أدى إلى توقف العديد من سيارات الإسعاف والمولدات التي تشغل الأجهزة الطبية.
أرقام مفجعة وخسائر إنسانية هائلة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى أكثر من 48,572 شهيدًا، بينهم آلاف الأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 112,032 شخصًا. ولا يزال آلاف المدنيين تحت الأنقاض، وسط تدمير شامل للبنية التحتية والمرافق الصحية.
ورغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني، يواصل الاحتلال تصعيد هجماته، مما يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية ويجعل قطاع غزة على شفا كارثة لم يسبق لها مثيل.