فرنسا «تصطاد في الماء العكر»: اشتروا أسلحتنا وقاطعوا الأمريكان

باتت أوروبا على وشك التحول والانتقال من المظلة النووية الأميركية إلى المظلة النووية الفرنسية، وهو ما فتح الباب للتساؤل عن مكونات الترسانة النووية الفرنسية ومميزات العقيدة النووية الفرنسية والأسباب التي تجعل من تنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع أمرا معقدا على عكس ما يعتقد البعض.
ويرغب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في توسيع "المظلة النووية" الفرنسية لتشمل أوروبا بأكملها أثارت جدلا واسعا في الدول الأوروبية؛ حيث أعلنت بولندا عن تطلعها لامتلاك السلاح النووي، بينما أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى جانب ليتوانيا عن تبني موقف ماكرون.
وبحسب تقديرات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، تمتلك فرنسا 280 رأسا نوويا، مثبتة على الصواريخ أو موجودة في قواعد عسكرية، أي أنها جاهزة للاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك فرنسا 10 رؤوس نووية أخرى في حالة الاحتياط يمكن استخدامها نظريا بعد بعض التحضيرات. لكن، مقارنة بروسيا التي بحوزتها حوالي 5 آلاف رأس نووي، تبدو الترسانة الفرنسية جد محدودة.
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيقود حملة دبلوماسية لإقناع دول الاتحاد الأوروبي بالتوقف عن شراء المعدات الدفاعية والتسليحية الأمريكية، وشراء المنتجات الفرنسية والأوروبية بدلًا منها.
وذكر ماكرون، الذي يطالب منذ سنوات بتوجيه الإنفاق الدفاعي نحو المنتجات الأوروبية، أنه يريد إقناع الدول الأوروبية التي تشتري حاليًا الأسلحة الأمريكية بالتحول إلى الخيارات المحلية.
وقال في مقابلة مع عدة وسائل إعلام فرنسية: "هدفي هو الذهاب لإقناع الدول الأوروبية التي اعتادت شراء الأسلحة الأمريكية"، وأضاف: "من يشتري باتريوت يجب أن يُعرض عليه نظام SAMP/T الفرنسي الإيطالي من الجيل الجديد، ومن يشتري طائرة F-35 يجب أن يُعرض عليه طائرة رافال. هذه هي الطريقة لزيادة معدل الإنتاج".
تأتي تصريحات ماكرون في وقت أصبحت فيه دول حلف الناتو الأوروبية أكثر اعتمادًا على الأسلحة الأمريكية من أي وقت مضى. وهذا الشهر أكدت هولندا وبلجيكا أنهما ستستمران في شراء طائرات F-35 الأمريكية، بينما تتردد البرتغال في استبدال طائراتها F-16 الأمريكية بطائرات F-35 الأكثر حداثة بسبب "الموقف الأخير للولايات المتحدة في سياق الناتو".
وقال "ماكرون" إنه طلب من الشركات الدفاعية الفرنسية تقليص البيروقراطية وتقليل التكاليف لتصبح خيارًا أكثر جذبًا، كما أوضح الرئيس الفرنسي كيف يمكن أن يبدو انتشار القوات الأوروبية للمساعدة في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الهدف هو "نشر عدة آلاف من الجنود لكل دولة في نقاط حاسمة، لتنفيذ برامج تدريب" و"إظهار دعمنا على المدى الطويل".
وأشار "ماكرون" إلى أن الشروط التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا "غير مقبولة". وقال: "هذا يعني غزوًا جزئيًا لأوكرانيا وتجمدًا في النزاع، دون تقديم أي ضمانات أو أمان للمستقبل".
وأعلن الرئيس الفرنسي عن "إصلاح الخدمة الوطنية الشاملة" في الأسابيع القادمة، وهي خدمة تطوعية للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، وتشمل الأنشطة الرياضية والتعليم المدني ومدة خدمة في مؤسسة حكومية أو