اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

لسد فراغ واشنطن.. فرنسا تعرض دعم أوكرانيا استخباراتيًا

ماكرون
ماكرون

في خطوة تكشف عن انقسام واضح في مواقف الدول الغربية تجاه الصراع في أوكرانيا، أعلنت فرنسا استعدادها لتزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية، وذلك عقب قرار الولايات المتحدة تعليق تقديم هذا النوع من الدعم كوسيلة للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
فرنسا تملأ الفراغ الاستخباراتي بعد القرار الأمريكي
أكد وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، في تصريح لإذاعة فرانس إنتر، أن باريس تمتلك مصادر استخباراتية يمكنها الاستفادة منها لمساعدة أوكرانيا. ويأتي هذا الإعلان في أعقاب تعليق واشنطن دعمها الاستخباراتي لكييف منذ ظهر الأربعاء، في خطوة تضع زيلينسكي تحت ضغط متزايد.
وأوضح لوكورنو أن هذا التعليق الأمريكي قد ينعكس أيضًا على المملكة المتحدة، التي تعتمد بشكل كبير على منظومة استخباراتية مشتركة مع الولايات المتحدة، مما يعقّد موقف لندن في الأزمة الأوكرانية.
ضغوط ترامب على زيلينسكي
القرار الأمريكي بتعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية وشحنات الأسلحة جاء مباشرة بعد اجتماع متوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي. وأوضح جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن ترامب يسعى للحصول على تأكيدات بشأن التزام زيلينسكي بعملية السلام، قائلاً: "قررنا وقف هذا الدعم حتى نحصل على إجابات واضحة".
رغم هذا الموقف، أعرب راتكليف عن أمله في استئناف الدعم قريبًا، مشيرًا إلى أن هناك رغبة في التعاون مع أوكرانيا لتهيئة مناخ مناسب لمفاوضات السلام مع روسيا.
فرنسا تعزز دورها الدفاعي في أوروبا
وسط هذه التوترات، أكدت فرنسا مجددًا استقلاليتها الاستراتيجية، خاصة فيما يتعلق بترسانتها النووية. وأشار لوكورنو إلى أن فرنسا تمتلك مخزونًا نوويًا كافيًا، تم تطويره خلال الحرب الباردة لضمان استقلالها عن القوى العظمى آنذاك، مثل الولايات المتحدة وروسيا.
وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أن باريس "منفتحة على مناقشة توسيع مظلتها النووية لحماية الدول الأوروبية"، في ظل التهديدات الروسية المتزايدة. جاء ذلك عشية قمة أوروبية يُتوقع أن يكون ملفا أوكرانيا والدفاع الأوروبي على رأس أجندتها.
انعكاسات الموقف الفرنسي على الأزمة الأوكرانية
يُبرز العرض الفرنسي لتقديم الدعم الاستخباراتي لكييف رغبة باريس في لعب دور أكثر تأثيرًا في الأزمة الأوكرانية، في وقت يبدو فيه أن الموقف الأمريكي يتجه نحو إعادة تقييم العلاقة مع أوكرانيا. كما يعكس هذا الموقف انقسامًا داخل التحالف الغربي بشأن كيفية التعامل مع روسيا، خاصة أن تعليق الدعم الأمريكي قد يؤثر بشكل كبير على القدرات الدفاعية الأوكرانية، مما قد يجبر زيلينسكي على التنازل في مفاوضات السلام المحتملة.
أزمة أوكرانيا بين صراع المصالح والاستراتيجيات المتغيرة
مع تباين مواقف القوى الغربية، تزداد تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في أوكرانيا. ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى استخدام نفوذها للضغط على زيلينسكي، تتحرك فرنسا لتقديم دعم استخباراتي بديل، مما يعكس صراعًا ضمنيًّا على قيادة التحالف الغربي في إدارة الأزمة الأوكرانية.