فرنسا تستضيف قمة أوروبية لإنهاء الحرب في أوكرانيا

في تحليل لمستجدات الوضع الأوكراني، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لإذاعة "فرانس أنتير" اليوم الأحد بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستضيف، يوم الاثنين، اجتماعاً مع عدد من القادة الأوروبيين لمناقشة التطورات في أوكرانيا. هذا الإعلان يأتي في وقت حساس بعد تصريحات أثارت القلق في أوروبا، إذ صرح المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، بأنه لن يكون هناك تمثيل أوروبي على طاولة المفاوضات الخاصة بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما ألقى بظلال من التوتر حول دور أوروبا في القضية.
ووفقاً لما أفاد به خمسة دبلوماسيين أوروبيين، سيجمع الاجتماع المرتقب عدداً من الدول الأوروبية البارزة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك، إضافة إلى ممثلين عن دول البلطيق والإسكندنافية. وكان قد تم الإعلان سابقاً عن نية فرنسا، بالتعاون مع حلفائها، لعقد قمة غير رسمية للزعماء الأوروبيين لمناقشة الوضع في أوكرانيا، على أن يتم تحديد موعد القمة في يوم الاثنين المقبل.
في سياق متصل، تحدث وزير الخارجية البولندي رادوسواف شيكورسكي في مؤتمر ميونيخ للأمن، عن دعوة الرئيس الفرنسي لإجراء قمة للزعماء الأوروبيين في باريس. كما أشار إلى أن المواقف الأمريكية تحت قيادة ترامب تتسم بأسلوب تكتيكي يعتمد على "الاستطلاع من خلال المعركة"، وهو أسلوب يعتمد على الضغط ثم مراقبة النتائج وتعديل المواقف بناءً على ما يحدث، وهو ما اعتبره شيكورسكي تكتيكاً مشروعا يتطلب من أوروبا الاستجابة له بطرق استراتيجية ملائمة.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس بالنسبة لأوروبا التي أصبحت تحت ضغط متزايد من ترامب للبحث في طرق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. في هذه الأثناء، بدأ التركيز الأوروبي يتزايد على أهمية تحديد الدور الفعلي لأوروبا في توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وكيفية تعزيز الأمن الجماعي للقارة بشكل عام. وقد عزز هذا الاتجاه تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعا إلى إنشاء جيش أوروبي مستقل، قائلاً إن القارة لم تعد تشعر بثقة كاملة في ضمانات الحماية التي تقدمها الولايات المتحدة، مما يضع أوروبا أمام تحديات كبيرة تتطلب التفاعل الفعّال والتنسيق بين دولها لتحديد دورها المستقبلي في تأمين استقرار المنطقة.
تقارب روسي أمريكي
يذكر أن الكرملين قال إن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب تعكس تحولًا هامًا في التوجهات الدبلوماسية بين البلدين. فبحسب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تكمن أهمية هذه المكالمة في أنها تمثل بداية مرحلة جديدة حيث ستركز المناقشات على السلام بدلاً من التركيز على احتمالات الحرب. هذه التصريحات تشير إلى رغبة موسكو في معالجة التوترات العالمية عبر الحوار المباشر، مشددة على أن المناقشات المستقبلية تتمحور حول الحلول السلمية.
أضاف أيضًا أن الاجتماع الأول بين الرئيسين بوتين وترامب سيحمل دلالات خاصة بالنظر إلى الظروف السياسية الراهنة، مؤكدًا أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا لن تشكل عائقًا أمام المحادثات. وأشار إلى أن هذه العقوبات قد تُرفع بسرعة ماثلة لطريقة فرضها، ما يعكس مرونة روسيا في مواجهة التحديات الدبلوماسية والاقتصادية.
في نفس السياق، تطرق وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى موضوع النزاع القائم في أوكرانيا، حيث ناقش مع نظيره الروسي سيرجي لافروف سبل إنهاء الصراع واستعادة الحوار الدولي بين موسكو وواشنطن على أساس الاحترام المتبادل. ووفقًا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، أكد روبيو التزام الرئيس ترامب بحل النزاع في أوكرانيا، مشيرًا إلى الفرص المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في قضايا أخرى.