باحث في الشؤون الروسية: الكرملين يريد استثمار تصريحات ترامب وفرض سياسة الأمر الواقع بأوكرانيا

في تطور لافت اليوم الثلاثاء، صرح الكرملين بأن جزءاً كبيراً من أوكرانيا يرغب في الانضمام إلى روسيا، مما يتناغم مع تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب التي ذكر فيها أن أوكرانيا "قد تصبح روسية يوماً ما".

وأكد دميتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الكرملين، أن الوضع الراهن في أوكرانيا يتماشى بشكل كبير مع ما قاله ترامب، مشيرًا إلى أن الأمر أصبح واقعًا ملموسًا، حيث إن جزءًا كبيرًا من الأراضي الأوكرانية قد أصبح بالفعل جزءًا من روسيا. في إشارة إلى عملية الضم التي قامت بها موسكو لأربع مناطق أوكرانية في عام 2022.

من جانبه قال الباحث في الشؤون الروسية، الدكتور باسل الحاج جاسم، أن التصريح الصادر عن الكرملين، الذي يوضح أن جزءًا كبيرًا من أوكرانيا يرغب في الانضمام إلى روسيا، يتناغم مع تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال إن أوكرانيا قد تصبح روسية في المستقبل، مؤكدًا أن هذا الربط بين التصريحات يشير إلى أن الكرملين يعزز مواقفه السياسية عبر الاستشهاد بتصريحات دولية، بما في ذلك تصريحات قادة غربيين، لتأكيد فرضياته حول مستقبل أوكرانيا.

وأضاف الباحث في الشؤون الروسية، في تصريحات لاتحاد العالم الإسلامي أن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أشار إلى أن الوضع الحالي في أوكرانيا يتماشى مع ما ذكره ترامب، متمثلًا في الضم الفعلي لأربع مناطق أوكرانية منذ عام 2022؛ ما يعكس نهج موسكو في تجنب التحدث عن فرض القوة العسكرية بل الترويج لفكرة أن الوضع أصبح "واقعًا ملموسًا".

وأكد أن هذه العبارة تشير إلى سعي موسكو لشرعنة عمليتها العسكرية التي قامت بها في 2022، من خلال تحويله إلى أمر واقع لا يمكن التراجع عنه.

وأضاف الحاج، أن تصريح الكرملين يثير جدلاً واسعًا حول قضية السيادة الوطنية لأوكرانيا، ففي الوقت الذي تدعي فيه موسكو أن جزءًا من الشعب الأوكراني يرغب في الانضمام إلى روسيا، فإن هذه الفكرة تعتبر مشكوك فيها على نطاق واسع في الغرب وفي العديد من الأوساط الدولية، حيث يُنظر إليها على أنها محاولة لتبرير الضم العسكري للأراضي الأوكرانية، مؤكدًا أن الدول الغربية وحلفاؤها يشددون على أن الأوكرانيين يتعرضون للعدوان ويكافحون من أجل الحفاظ على استقلالهم.

كما أشار الباحث في الشؤون الروسية، إلى أن تأكيد الكرملين أن الوضع أصبح "واقعًا ملموسًا" قد يُفهم على أنه دعوة لتسوية سياسية مبنية على الحقائق الحالية، ولكن في الوقت نفسه يمكن أن يُنظر إليه كتصعيد يرسخ من موقف روسيا في النزاع.