المفوض السامي لشؤون اللاجئين: حرب السودان خلقت أسوأ أزمة نزوح في العالم

أكد فيليبو جراندى المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، أن الحرب الدائرة في السودان قد تسببت في ما يوصف الآن بأسوأ أزمة إنسانية ونزوح قسري على مستوى العالم، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني يتفاقم بشكل خطير نتيجة للتخفيضات الحادة في حجم المساعدات الدولية المقدمة.
وقال جراندى، في تصريحات أمس الثلاثاء في جنيف عقب عودته من زيارة قام بها إلى تشاد للوقوف على أحوال اللاجئين السودانيين والبالغ عددهم حوالي مليون لاجئ، إن المدنيين السودانيين عالقون في خضم الصراع، ويواجهون تجاهلا ملحوظا من المجتمع الدولي الذي لم يظهر خلال العامين الماضيين اهتماما يذكر باحلال السلام في السودان أو إغاثة جيرانه.
ولفت إلى ان المفوضية ستواجه صعوبات جمة في تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية بسبب النقص الحاد في التمويل المتاح، ورأى أن العالم قد أدار ظهره إلى حد كبير أيضا للدول والمجتمعات التي استقبلت هذا العدد الهائل من اللاجئين.
مؤتمر دولي حول الوضع في السودان
في الوقت الذي تدخل فيه الحرب في السودان عامها الثالث، استضافت لندن، الثلاثاء، مؤتمراً دولياً حول الوضع في السودان، تتشارك في عقده بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، في غياب طرفي الصراع في السودان.
قالت بريطانيا أمس الثلاثاء إنها ستقدم 120 مليون جنيه إسترليني (158 مليون دولار) مساعدات إضافية للشعب السوداني، الذي قالت إنه يواجه أسوأ أزمة إنسانية مسجلة، وذلك خلال استضافتها مؤتمرا مع حلول الذكرى السنوية الثانية للحرب.
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما بدد الآمال في الانتقال إلى حكم مدني.
وأدى الصراع منذ ذلك الحين إلى نزوح الملايين وتدمير مناطق مثل دارفور، حيث تقاتل قوات الدعم السريع الآن للحفاظ على معقلها وسط تقدم الجيش في الخرطوم.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن الحرب مستمرة منذ فترة طويلة للغاية “ومع ذلك، لا يزال معظم العالم يصرف النظر عنها”.
وأضاف في بيان “علينا التحرك الآن لمنع الأزمة من أن تتحول إلى كارثة شاملة، وضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها”، مشيرا إلى أن المتقاتلين أظهروا “استخفافا مروعا” بالمدنيين السودانيين.
وحذر المفوض السامي من أن استقرار المنطقة بأسرها بات مهددا بشكل حقيق، مشددا على الحاجة الملحة ليس فقط لتوفير الحماية الإنسانية العاجلة، بل أيضا لتقديم مساعدات تنموية مستدامة تمكن الحكومات المضيفة من توفير مستقبل أفضل للاجئين وشعوبها.
واختتم جراندى تصريحه بالتأكيد على أن العالم لم يعد بامكانه تجاهل هذه الحالة الطارئة، وأنه يجب بذل قصارى الجهود لإحلال السلام في السودان.