اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

بريطانيا تناشد المجتمع الدولي عدم إشاحة النظر عن السودان

الأمم المتحدة تتوقع عودة 2 مليون نازح سوداني
الأمم المتحدة تتوقع عودة 2 مليون نازح سوداني

في مؤتمر بشأن السودان عُقد في لندن، طالب المشاركون فيه بـ"وقف فوري ودائم لإطلاق النار"، متعهدين بحشد أكثر من 800 مليون يورو إضافي لدعم السودان.

وشدّد المشاركون في المؤتمر الذي نُظّم بمبادرة من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والاتحاد الإفريقي، في بيانهم الختامي، على "ضرورة الحؤول دون تقسيم السودان".

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في افتتاح المؤتمر، إن الكثيرين "تخلوا عن السودان، وهذا خطأ أخلاقي نظراً إلى عدد القتلى المدنيين والرضع".

وندّد لامي بما وصفها بـ "غياب الإرادة السياسية" لوضع حد للنزاع ومعاناة السودانيين.

وفي افتتاح المؤتمر الذي جمع وزراء 14 دولة بينها السعودية والولايات المتحدة وممثلين عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، أعلنت بلدان عدة تقديم مساهمات جديدة للمساعدة الإنسانية، تخطّت قيمتها 800 مليون يورو.

وقبل افتتاح المؤتمر، كشف لامي عن مساعدة جديدة للسودان مقدارها 120 مليون جنيه استرليني (158 مليون دولار) ستسمح بتوفير مؤن حيوية، لا سيما للأطفال الضعفاء، ودعم ضحايا العنف الجنسي.

وستخصص ألمانيا من جهتها 125 مليون يورو إضافي للسودان والبلدان المجاورة التي تستقبل أعداداً كبيرة من اللاجئين.

أما فرنسا، فستحشد 50 مليون يورو، بحسب ما أكد وزير خارجيتها جان-نويل بارو.

الجدير بالذكر أن المؤتمر لم يشهد حضوراً لأي ممثلين عن أطراف الصراع في السودان، ولم تتلق الحكومة السودانية دعوة للمشاركة في المؤتمر، إذ احتجت على ذلك لدى المملكة المتحدة، منتقدة ما وصفته بـ "نهج الحكومة البريطانية الذي يساوي بين الدولة السودانية" وقوات الدعم السريع.

التدخل الخارجي

وخلال المؤتمر، طالب مفوّض السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي، بانكولي أديويي، بـ "الوقف الفوري وغير المشروط للأعمال العدائية"، داعياً ما وصفها بـ "الجهات الخارجية" إلى الامتناع عن التدخل في السودان.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن من وصفتهم بـ "الساعين إلى اكتساب سلطة أو نفوذ في السودان من خلال دعم عسكري أو مالي" يؤججون الصراع.

وفي وقت سابق، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أهمية "وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة" إلى السودان.

وقال جوتيريش، في بيان، الاثنين، إن وصول الأسلحة والمقاتلين إلى السودان يسمح للنزاع بالاستمرار والانتشار إلى سائر أنحاء البلاد.

وجدد الأمين العام نداءه لوقف الحرب الدائرة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو.

ولم يذكر الأمين العام أيّ دولة بالاسم فيما يتعلق بتدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان؛ لكن الحكومة السودانية تتهم الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، فيما تنفي أبوظبي من جهتها هذه الاتهامات، وكذلك قوات الدعم السريع.

ودعت الإمارات بدورها، الثلاثاء، الأطراف المتحاربة إلى "وقف إطلاق النار" على الفور.

الأمم المتحدة تتوقع عودة 2 مليون نازح سوداني

من ناحية أخرى، أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنها تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح في السودان إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، ضرورة الاستعداد لبدء عودة العديد من النازحين إلى ديارهم في الخرطوم.

وقال رئيس بعثة المنظمة في السودان، محمد رفعت، إن تقديرات أعداد العائدين إلى الخرطوم تستند إلى أعداد المغادرين منذ بدء الحرب، مشيراً إلى أن العودة تعتمد على "الوضع الأمني، وتوافر الخدمات على الأرض".

وأوضح رفعت أن تجهيز الخرطوم لاستقبال تدفق جماعي سيشكل تحدياً، وأن بعض المناطق قد "تم تنظيفها"، لكن العملية "ستستغرق وقتاً أطول"، مضيفاً أنّ "شبكة الكهرباء في المدينة بأكملها قد دُمرت".

وأضاف أن 33 ألف سوداني عادوا من مصر إلى البلاد خلال نحو أسبوعين، مشيراً إلى أن غالبيتهم عادوا إلى مناطق الجزيرة وسنار شرقي السودان.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل 2023، على خلفية الصراع على السلطة، وتحوّلت البلاد إلى مناطق نفوذ متقاسمة.

وقد أدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية تُعد من بين الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

كما أدت إلى تهجير أكثر من 13 مليون سوداني بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدّة من البلاد في المجاعة.

ويُتهم طرفا الحرب بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على كلا الجانبين.

وأصبحت السيطرة في البلاد مقسّمة عملياً بين الطرفين، إذ يمسك الجيش بزمام الخرطوم ومساحات واسعة في الشرق والشمال، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور غرباً، وأجزاء من الجنوب.

وأحصت الأمم المتحدة قتل أو تشويه 2776 طفلاً بين أعوام 2023 و2024 في السودان، مقابل 150 في 2022. ومن المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى.

ولا شك في أنه من الصعب التوصل لأرقام دقيقة لضحايا حرب السودان بسبب انهيار القطاع الصحي، إلا أن المبعوث الأممي السابق إلى السودان، توم بيرييلو، قدر عدد القتلى بنحو 150 ألفاً، بحسب وكالة فرانس برس.

موضوعات متعلقة