اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

خلافات غربية حول هدنة أوكرانيا.. وبريطانيا تنفي التوصل إلى اتفاق مع فرنسا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

تصاعدت الخلافات بين الدول الغربية بشأن مقترح هدنة جزئية في أوكرانيا، حيث نفى وزير القوات المسلحة البريطاني، لوك بولارد، اليوم الاثنين، التوصل إلى اتفاق بين بريطانيا وفرنسا حول المبادرة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكداً أن لندن "لا تعترف بهذه الخطة حالياً".

وأوضح بولارد، في تصريحات لوسائل إعلام بريطانية، أن هناك "خيارات مختلفة" قيد المناقشة بشكل سري، مشدداً على ضرورة التوصل إلى خطة تحقق السلام الدائم في أقرب وقت ممكن. كما أكد على أهمية التحالف مع الولايات المتحدة، واصفاً العلاقة الدفاعية بين البلدين بـ"العميقة".

هدنة محدودة
كان ماكرون قد أعلن في مقابلة مع صحيفة *لو فيجارو* أن باريس ولندن تقترحان هدنة جزئية لمدة شهر، تقتصر على وقف الهجمات الجوية والبحرية والهجمات على البنية التحتية للطاقة، دون أن تشمل القتال البري. وأشار وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى أن هذه الهدنة، في حال قبولها، ستكون اختباراً لمدى جدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التفاوض على اتفاق سلام طويل الأمد.

في المقابل، رأى الكرملين أن هذا المقترح لا يمثل "خطة سلام متماسكة"، بل هو مجرد محاولة جديدة من الغرب للضغط على موسكو. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن زيادة المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، مثل صفقة صواريخ الدفاع الجوي البريطانية بقيمة ملياري دولار، تعزز استمرار الحرب بدلاً من التمهيد لإنهائها.

لا سلام دون تغيير موقف كييف
أكد بيسكوف أن "أي جهود سلام حقيقية تتطلب إرادة سياسية من كييف"، مضيفاً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يرفض الاعتراف بالواقع على الأرض"، مشيراً إلى أن الوضع العسكري منذ اتفاقيات إسطنبول قد تغير بشكل جذري. وأضاف أن روسيا لا تزال منفتحة على الحلول الدبلوماسية، لكنها لن تتهاون في مواجهة ما وصفه بـ"التحركات غير القانونية"، في إشارة إلى محاولات الدول الغربية مصادرة الأصول الروسية المجمدة.

لا تنازل عن الأراضي
من جانبه، شدد زيلينسكي، خلال زيارته إلى لندن، على أن أوكرانيا لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها مقابل أي اتفاق سلام، مؤكداً أنه على علم بجميع الخطط والمقترحات التي يتم تداولها. وأوضح أن المناقشات الجارية مع القادة الأوروبيين تهدف إلى صياغة مسودة خطة يتم تقديمها للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن أوكرانيا لا تزال متمسكة بشراكتها الدفاعية مع واشنطن.

خلافات داخل المعسكر الغربي
يكشف هذا الجدل عن تباين واضح في مواقف الحلفاء الغربيين، حيث تتجه بعض الدول الأوروبية إلى البحث عن حلول لوقف الحرب، بينما تصر أخرى، وعلى رأسها بريطانيا، على استمرار الدعم العسكري لكييف دون أي هدنة جزئية قد تمنح موسكو فرصة لإعادة ترتيب صفوفها.

يبدو أن الصراع في أوكرانيا لا يزال بعيداً عن أي حل سياسي متفق عليه، في ظل استمرار العمليات العسكرية والمناورات الدبلوماسية التي لم تؤدِ حتى الآن إلى أي تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب.