اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ينتظر الدعم الأمريكي.. تحالف أوروبي يقوده ستارمر وماكرون لوقف القتال في أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في ظل تعقيد المشهد الدولي حول الحرب في أوكرانيا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن خطة تقودها بريطانيا وفرنسا بهدف وقف القتال تمهيدًا لاتفاق سلام شامل مع روسيا، لكنه أكد أن نجاح هذه الخطة مرهون بالدعم الأمريكي والضمانات الأمنية التي يمكن أن يقدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تحالف أوروبي لضمان وقف إطلاق النار
خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أشار ستارمر إلى أن المملكة المتحدة وفرنسا، بمشاركة محتملة من دول أخرى، بصدد إعداد خطة لإنهاء القتال في أوكرانيا، على أن يتم عرضها على الولايات المتحدة لاحقًا. كما كشف عن احتمال نشر قوات أوروبية على الأرض لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهي خطوة قد تُحدث تحولًا جوهريًا في ديناميكيات النزاع.
الدور الأمريكي والتحديات الدبلوماسية
على الرغم من تحركات لندن وباريس، اعترف ستارمر بأنه لم يتلق تأكيدات من ترامب بشأن الدعم العسكري الأمريكي لهذا التحرك الأوروبي، مشيرًا إلى أهمية وجود موقف أمريكي واضح لردع روسيا عن أي هجوم مستقبلي على أوكرانيا.
كما أجرى ستارمر محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل أن يناقش مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكانية تجاوز الخلافات التي تصاعدت خلال اجتماع في البيت الأبيض، حينما دخل الرئيس الأمريكي في مواجهة كلامية مع نظيره الأوكراني.
تحرك سريع
أكد ستارمر أن الاتفاق الأمني الأوروبي بشأن أوكرانيا يجب أن يكون بقيادة "تحالف من الراغبين"، مشيرًا إلى ضرورة التحرك بسرعة وعدم انتظار الإجماع الأوروبي الذي قد يعرقل اتخاذ قرارات حاسمة. كما شدد على أن الدول الأكثر استعدادًا للقيام بدور فاعل يجب أن تتصدر هذه المبادرة، مع التأكيد على أهمية مشاركة أوسع من بقية الدول الأوروبية.
ترامب بين السلام والدور الأوروبي
أشار ستارمر إلى أنه أجرى اتصالات مكثفة مع ترامب وزيلينسكي خلال عطلة نهاية الأسبوع لتخفيف التوترات، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي يسعى إلى تحقيق "سلام دائم" في أوكرانيا، لكن المسؤولية الرئيسية في تأمين هذا الاتفاق قد تُلقى على عاتق الدول الأوروبية.
منصة للحسم
من المقرر أن تُعقد القمة الأوروبية في لانكستر هاوس بلندن بحضور كبار القادة الأوروبيين، بمن فيهم المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته. كما سيشارك رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان في المباحثات.
تدخل عسكري أوروبي
وفقًا لمصدر فرنسي، من المرجح أن تقدّم بريطانيا وفرنسا العدد الأكبر من القوات لضمان الاستقرار بعد وقف إطلاق النار، مع إمكانية مشاركة دول أخرى. وإذا تحقق ذلك، فسيكون خطوة غير مسبوقة في الصراع الأوكراني، مما يشير إلى تحوّل في نهج أوروبا تجاه الأزمة، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على واشنطن.
هل ينجح التحالف الأوروبي في تحقيق توازن القوى؟
يبدو أن التحرك البريطاني-الفرنسي يهدف إلى فرض رؤية أوروبية أكثر استقلالية بشأن أوكرانيا، مع الحرص على الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. ومع استمرار الخلافات حول دور واشنطن، يبقى التساؤل: هل يمكن لأوروبا أن تتولى زمام المبادرة فعليًا، أم أن هذه الخطة ستظل رهينة المواقف الأمريكية المتغيرة؟.