كارثة إنسانية.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد حماس بضم أراضٍ جديدة في غزة

تصاعدت حدة التوتر في قطاع غزة بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل ستوسع عملياتها العسكرية في القطاع إذا استمرت حركة "حماس" في رفض إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، عن كاتس تأكيده أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بتوسيع "المناطق الأمنية" داخل غزة، وإجلاء السكان منها، كجزء من استراتيجيته للضغط على "حماس".
التصعيد العسكري الإسرائيلي وخطة "المناطق الأمنية"
في تصريحاته، شدد كاتس على أن إسرائيل ستواصل فرض ضغوط عسكرية وسياسية مكثفة على "حماس"، ملوحاً بأن الحركة "ستخسر المزيد من الأراضي"، في إشارة إلى إمكانية ضم أجزاء جديدة من القطاع إلى إسرائيل. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي مستمر في إجلاء السكان الفلسطينيين نحو جنوب القطاع، في خطوة تتماشى مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة.
كما أكد كاتس دعم بلاده لخطة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التي تنص على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين على مرحلتين، مترافقة مع وقف إطلاق النار، ولكن "دون تعريض الأهداف الأمنية الإسرائيلية للخطر"، وفق تعبيره.
غزة على شفا كارثة إنسانية
في المقابل، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحذيراً شديد اللهجة، الجمعة، من أن المخزونات الغذائية والمستلزمات الطبية في غزة "توشك على النفاد"، مما يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظل حصار خانق. وأكدت الوكالة الأممية أنها اضطرت إلى وقف جميع الأنشطة التعليمية في القطاع بعد استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية، محذرة من موجة نزوح جديدة للسكان الذين يبحثون عن مأوى آمن وسط استمرار القصف الإسرائيلي.
استئناف الهجوم الإسرائيلي بعد هدنة مؤقتة
جاءت هذه التطورات بعدما استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية، الثلاثاء الماضي، بعد انتهاء هدنة استمرت عدة أسابيع. وشهد اليوم الأول من الهجوم الإسرائيلي مقتل أكثر من 400 فلسطيني، في واحد من أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
وفي اليوم التالي، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في وسط وجنوب القطاع، حيث أكد متحدث باسمه أن "الهجوم الواسع على غزة سيستمر طالما اقتضت الضرورة ذلك"، في إشارة إلى نية إسرائيل مواصلة عملياتها حتى تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.
التداعيات والسيناريوهات المحتملة
يبدو أن الوضع في غزة يتجه نحو مزيد من التصعيد، في ظل تمسك إسرائيل بمطالبها الأمنية واستمرار "حماس" في رفض تقديم تنازلات بشأن المحتجزين. وبينما تواجه غزة كارثة إنسانية متفاقمة، فإن التصعيد العسكري الإسرائيلي يهدد بمزيد من الدمار والخسائر البشرية، وسط تعثر الجهود الدبلوماسية لإحياء وقف إطلاق النار.
وفي الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترمب لدفع خطة تهدف إلى إعادة هيكلة الوضع في غزة، فإن التحركات الإسرائيلية تشير إلى إمكانية فرض واقع جديد على الأرض، قد يكون له تداعيات طويلة الأمد على مستقبل القطاع والمنطقة بأسرها.