اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

هدنة مؤقتة في أوكرانيا قيد التفاوض.. هل تنجح الوساطة السعودية؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في ظل الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسابيع المقبلة. وتأتي هذه الجهود تزامنًا مع استعداد مدينة جدة السعودية لاستضافة جولة مباحثات منفصلة بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة، وبين الولايات المتحدة وأوكرانيا من جهة أخرى، في إطار سعي دبلوماسي مكثف لبحث آليات تهدئة النزاع الذي دخل عامه الثاني. ويهدف البيت الأبيض إلى إبرام اتفاق هدنة بحلول 20 أبريل، وهو تاريخ يتزامن مع عيد الفصح في الكنائس الغربية والأرثوذكسية، لكن مصادر مطلعة على التخطيط أكدت أن هذا الجدول الزمني قد يكون طموحًا أكثر مما هو واقعي، نظرًا للفجوات العميقة بين مواقف موسكو وكييف، ما قد يؤخر تنفيذ الاتفاق.
المقترح الأميركي يتضمن هدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا، تركز على وقف الهجمات على منشآت الطاقة لمنع مزيد من التدهور في البنية التحتية الأوكرانية، إضافة إلى ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وهو ملف شائك أدى إلى توترات مستمرة بين البلدين. كما تشمل الخطة توفير حماية للبنية التحتية المدنية بهدف تخفيف معاناة السكان في مناطق النزاع. ومن المقرر أن تُعقد المحادثات على المستوى التقني يوم الأحد، يليها اجتماع رسمي يوم الاثنين، حيث سيتم بحث آليات تنفيذ الهدنة ومراقبتها، وسط توقعات بصعوبة الوصول إلى توافق سريع نظرًا لتعقيدات الموقف العسكري والسياسي بين الطرفين.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار، حيث قال في تصريح صحافي الجمعة: "أعتقد أننا سنشهد قريبًا وقفًا كاملاً لإطلاق النار". جاء ذلك بعد مكالمة أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا خلالها تقليص الضربات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. ومع ذلك، فإن احتمالات نجاح هذه الجهود لا تزال موضع شك، حيث يستمر التصعيد العسكري الميداني، ما يثير التساؤلات حول مدى استعداد روسيا وأوكرانيا للالتزام بأي اتفاق لوقف إطلاق النار.
نجاح هذه المبادرة يعتمد على عدة عوامل رئيسية، أبرزها الموقف الروسي، إذ رغم بعض الإشارات الإيجابية من موسكو، فإن الكرملين قد لا يكون مستعدًا للتنازل دون تحقيق مكاسب ميدانية أو سياسية ملموسة. من ناحية أخرى، تطالب كييف بضمانات أمنية واضحة قبل قبول أي هدنة، مع إصرارها على استعادة السيطرة على جميع أراضيها المحتلة. وفي الوقت ذاته، تلعب السعودية دورًا محوريًا في استضافة هذه المحادثات، إذ تحاول الرياض لعب دور الوسيط بين الجانبين مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع الطرفين. أما الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، فيواجهون تحديًا مزدوجًا، حيث يسعون إلى تخفيف التصعيد العسكري دون تقديم تنازلات كبيرة لروسيا، مع الحفاظ على استمرار دعمهم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا.
إذا نجحت هذه المحادثات، فقد تشكل الهدنة المؤقتة نقطة انطلاق نحو مفاوضات أوسع لإنهاء الحرب، لكنها في المقابل قد تتحول إلى مجرد استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من التصعيد. وإذا انهارت الهدنة بسرعة، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد جديد في الصراع وزيادة الضغوط السياسية والعسكرية على جميع الأطراف، مما يجعل الحل السلمي أكثر تعقيدًا في المستقبل القريب.