اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

لا قيمة لها.. انتقادات ألمانية لاتفاق ترامب وبوتين حول أوكرانيا

ترامب
ترامب

أثار الاتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن تعليق الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، انتقادات حادة من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي وصفه بأنه "محصلته صفر"، مشككًا في جدواه وتأثيره الفعلي على مسار الحرب.
في تصريحاته لمحطة "زد دي إف" الألمانية، أشار بيستوريوس إلى أن البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تتمتع بالفعل بحماية قوية، مما يجعل الاتفاق بلا معنى فعليًا، خاصة أن الهجمات الروسية على المنشآت المدنية لم تتوقف بعد المحادثة بين ترامب وبوتين. كما عبّر عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي لن يبقى في موقف المتفرج لفترة طويلة، مرجحًا أن يكون الرد الأمريكي قادمًا، حفاظًا على قوة الولايات المتحدة وسمعتها الدولية.
من منظور أوسع، يرى بيستوريوس أن شروط بوتين لوقف إطلاق النار تهدف أساسًا إلى استغلال الهدنة لإضعاف أوكرانيا، ومنح روسيا فرصة لإعادة التسلح وتعزيز قواتها على الحدود أو في المناطق المحتلة، في خطوة قد تمهد لتصعيد عسكري جديد مستقبلاً.
وعقب الاتصال بين ترامب وبوتين، أعلن الكرملين أن روسيا وضعت عددًا من المطالب، أبرزها وقف تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية من قبل الغرب. في المقابل، صرّح ترامب لقناة "فوكس نيوز" بأن بوتين لم يطالب بوقف فوري للمساعدات لأوكرانيا، دون توضيح ما إذا كان يشير إلى الدعم العسكري أو المالي أو الإنساني.
يأتي هذا الجدل وسط تصاعد التوترات بشأن مستقبل الدعم الغربي لكييف، حيث تتباين المواقف بين القوى الدولية حول كيفية التعامل مع الحرب المستمرة. وبينما تسعى موسكو لاستغلال أي هدنة لتعزيز موقفها العسكري، يبقى موقف واشنطن وحلفائها الأوروبيين محورًا رئيسيًا في تحديد ملامح المرحلة القادمة من الصراع.

محادثات مباشرة
تتسارع الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية، حيث أكد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن محادثات مباشرة مع روسيا ستُعقد يوم الأحد المقبل في مدينة جدة السعودية، في إطار المساعي المستمرة لوقف الحرب. هذه المحادثات، التي يقودها مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتس ووزير الخارجية ماركو روبيو، تعكس تحولًا محتملًا في نهج واشنطن تجاه الصراع، مع التركيز على إيجاد حلول دبلوماسية بدلًا من التصعيد العسكري.
في سياق متصل، كشف البيت الأبيض عن اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله سبل إنهاء الصراع بسلام دائم، إضافة إلى تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين. هذه المحادثات تأتي في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا واستمرار الضربات العسكرية المتبادلة.
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعمه للمقترح الأمريكي القاضي بوقف الضربات على البنية التحتية للطاقة الروسية، معربًا عن رغبته في التواصل مع الرئيس ترامب لمناقشة تفاصيل الاتصال مع بوتين. يأتي هذا الموقف بعد أيام من اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في السعودية، أسفرت عن موافقة كييف المبدئية على مقترح هدنة مؤقتة، وهو ما قد يشير إلى بداية تحولات في الموقف الأوكراني تجاه إنهاء الحرب.
في المقابل، نقلت مصادر مطلعة عن وكالة "رويترز" أن روسيا قدمت قائمة مطالب للولايات المتحدة كشرط للموافقة على اتفاق لإنهاء الحرب وإعادة ضبط العلاقات بين البلدين. تتضمن هذه المطالب وقف القتال لمدة 30 يومًا، والانطلاق في مفاوضات شاملة لإنهاء النزاع، إلى جانب موافقة أوكرانيا على صفقة تتعلق بالمعادن مع واشنطن.
هذه التطورات تشير إلى مرحلة جديدة من التفاوض قد تحمل مؤشرات على إمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي في الأزمة الأوكرانية، رغم استمرار التعقيدات السياسية والعسكرية. ومع اقتراب موعد المحادثات في جدة، تبقى الأسئلة مطروحة حول مدى جدية الأطراف في التوصل إلى حل دائم، وما إذا كانت هذه المباحثات ستقود إلى تهدئة فعلية أم أنها مجرد خطوة تكتيكية في صراع دولي معقد.
تنازلات أمريكية
تتزايد التكهنات حول إمكانية اعتراف الإدارة الأمريكية بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، في إطار صفقة أوسع لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. التقارير المسربة، التي نشرها موقع "سيمافور"، تشير إلى أن البيت الأبيض يفكر في دفع أوكرانيا لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد.
يعود الصراع حول شبه جزيرة القرم إلى عام 2014، عندما قامت روسيا بضمّها بالقوة، في خطوة قوبلت برفض دولي واسع، حيث أكدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن المنطقة أرض أوكرانية محتلة. وعلى الرغم من مرور أكثر من عقد على تلك الأزمة، لا تزال قضية القرم تشكل عقبة رئيسية في أي مفاوضات لحل الحرب المستمرة بين موسكو وكييف.
ترامب وتغير الموقف الأمريكي
لم يكن موقف ترامب من القرم وليد اللحظة، فقد سبق أن أثار الجدل منذ حملته الرئاسية عام 2016 عندما أبدى انفتاحًا على الاعتراف بالسيطرة الروسية على المنطقة، بل وصرّح خلال مقابلة عام 2018 بأن "سكان القرم يفضلون البقاء مع روسيا".
ومع تصاعد النزاع الروسي – الأوكراني بعد الغزو الشامل الذي بدأ في فبراير 2022، عاد ترامب لطرح فكرة التوصل إلى تسوية إقليمية كوسيلة لإنهاء الحرب، معتبراً أن على كييف أن تقدم تنازلات، وهو ما يعكس اختلافًا واضحًا عن السياسة التقليدية الأمريكية تجاه الملف الأوكراني.

موضوعات متعلقة