اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

روسيا ترفض منح أوكرانيا قبلة الحياة

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

روسيا ترفض منح أوكرانيا قبلة الحياة، هذا ما أكدته تصريحات الرئاسة الروسية اليوم الأحد أن الدعوات الموجهة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا تُعد بمثابة محاولة تكتيكية لتمكين القوات الأوكرانية من إعادة التسلح. وفي بيان نقلته وكالة «سبوتنيك»، أفادت المصادر في الكرملين بأن الجانب الروسي أبلغ ممثلي الولايات المتحدة بمخاوفه حيال هذا التحرك. تأتي هذه التصريحات في ظل تأكيد أن القوات الأوكرانية تمر بظروف صعبة، بينما يواصل الجيش الروسي هجماته على جميع الجبهات.

الدوافع والتكتيكات الروسية

تُشير التصريحات الرسمية إلى أن موسكو ترى في الدعوات للهدنة وسيلة لإعطاء كييف فرصة لإعادة ترتيب قواتها وتجهيز أسلحتها، وهو ما يعكس تصوراً استراتيجياً بأن وقف إطلاق النار ليس نهاية للصراع، بل مرحلة يمكن استغلالها لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية. وفي هذا السياق، تُبرز الأزمة التوتر القائم بين الطرفين، حيث يسعى الجانب الروسي إلى استغلال الهدنة كأداة لإضعاف موقف الخصم.

المشهد الدبلوماسي والتحركات المحتملة

من جهة أخرى، أوضحت الرئاسة الروسية إمكانية تنظيم لقاء أو مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مؤكدة أن مثل هذا اللقاء سيتم تنظيمه "بمجرد أن تقتضي الحاجة". يأتي هذا التصريح في ظل تبادل اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي، حيث ناقشا "الخطوات التالية" نحو التوصل إلى تسوية للنزاع في أوكرانيا، وذلك بعد إعلان حلفاء كييف عن ضرورة مواصلة الضغط على موسكو.

ردود الفعل الدولية والمقترحات المتبادلة

على الصعيد الأوكراني، وافقت الحكومة هذا الأسبوع على مقترح أميركي لهدنة مدتها 30 يومًا، بشرط التزام روسيا بتنفيذ شروطها. وفي المقابل، أبدى الرئيس بوتين تأييده المبدئي لمبدأ وقف إطلاق النار، لكنه شدد على ضرورة معالجة مسائل عالقة في المقترح تحتاج إلى حوار مشترك مع الجانب الأمريكي. تُظهر هذه التباينات أن كلا الجانبين يسعى لإيجاد حل وسط، لكن الاختلاف في التفاصيل يبقي الطريق نحو اتفاق شامل محفوفًا بالتحديات.

استعادة قنوات التواصل

أفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأن وزيرها قد ناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف "الخطوات التالية" في المباحثات، واتفق الطرفان على ضرورة مواصلة العمل لاستعادة قنوات الاتصال بين الولايات المتحدة وروسيا. يُعتبر هذا التوجه خطوة مهمة لتجنب تفاقم الأزمة، إذ إن استئناف الحوار يتيح المجال للتفاوض حول النقاط العالقة دون اللجوء إلى تصعيد مباشر.

كما تشير التطورات الأخيرة إلى أن موسكو ترى في الدعوات للهدنة محاولة تكتيكية تهدف إلى منح كييف فرصة لإعادة التسلح، فيما يحاول الجانب الأمريكي والأوكراني تقديم مقترحات تسوية مؤقتة للنزاع. رغم تأييد بوتين لمبدأ وقف إطلاق النار، إلا أن وجود مسائل عالقة يحتم استمرار المشاورات مع الجانب الأميركي. كما يؤكد تبادل الاتصال بين وزيرَي الخارجية على الرغبة المشتركة في استعادة قنوات التواصل، مما يعد مؤشرًا إيجابيًا لفتح باب المفاوضات رغم الفجوة القائمة في وجهات النظر.

موضوعات متعلقة