اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

صفقة محتملة لإنهاء الحرب.. ترامب يدرس تقديم تنازلات إقليمية لروسيا

القرم
القرم

مع اقتراب موعد المكالمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، تتزايد التكهنات حول إمكانية اعتراف الإدارة الأمريكية بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، في إطار صفقة أوسع لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية. التقارير المسربة، التي نشرها موقع "سيمافور"، تشير إلى أن البيت الأبيض يفكر في دفع أوكرانيا لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد.
يعود الصراع حول شبه جزيرة القرم إلى عام 2014، عندما قامت روسيا بضمّها بالقوة، في خطوة قوبلت برفض دولي واسع، حيث أكدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن المنطقة أرض أوكرانية محتلة. وعلى الرغم من مرور أكثر من عقد على تلك الأزمة، لا تزال قضية القرم تشكل عقبة رئيسية في أي مفاوضات لحل الحرب المستمرة بين موسكو وكييف.
ترامب وتغير الموقف الأمريكي
لم يكن موقف ترامب من القرم وليد اللحظة، فقد سبق أن أثار الجدل منذ حملته الرئاسية عام 2016 عندما أبدى انفتاحًا على الاعتراف بالسيطرة الروسية على المنطقة، بل وصرّح خلال مقابلة عام 2018 بأن "سكان القرم يفضلون البقاء مع روسيا".
ومع تصاعد النزاع الروسي – الأوكراني بعد الغزو الشامل الذي بدأ في فبراير 2022، عاد ترامب لطرح فكرة التوصل إلى تسوية إقليمية كوسيلة لإنهاء الحرب، معتبراً أن على كييف أن تقدم تنازلات، وهو ما يعكس اختلافًا واضحًا عن السياسة التقليدية الأمريكية تجاه الملف الأوكراني.

تسوية أم تنازل؟
التوجه الأمريكي الجديد، كما كشفت التسريبات، يقوم على فكرة "تقسيم بعض الأصول"، وهو ما أكده ترامب في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة. كما شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على أن "معاناة الأوكرانيين كبيرة، لكن لا يمكن إنهاء الحرب دون تقديم بعض التنازلات". أما مستشار الأمن القومي مايك والتز، فذهب إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن "استعادة أوكرانيا لجميع أراضيها، بما فيها القرم، أمر غير واقعي".

خط أحمر جديد

الحديث عن صفقة محتملة تعترف بسيطرة روسيا على القرم قوبل برفض أوكراني شديد، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا أنه لن يقبل بأي تنازل إقليمي، رغم إقراره العام الماضي بصعوبة استعادة القرم عسكريًا. كذلك، فإن أي اعتراف أمريكي بضم القرم سيكون بمثابة صدمة للدول الأوروبية وحلف الناتو، اللذين يعتبران المساس بوحدة الأراضي الأوكرانية سابقة خطيرة تهدد الأمن الأوروبي.

هدنة أمريكية مؤقتة

بالتوازي مع هذه التطورات، دعت واشنطن إلى هدنة مدتها 30 يومًا بين روسيا وأوكرانيا، وهو المقترح الذي وافقت عليه كييف، لكن موسكو لم تعلن موقفًا واضحًا منه بعد. وجاء هذا المقترح عقب محادثات برعاية سعودية في جدة، إلا أن التطورات الميدانية لم تعكس أي تهدئة، بل تصاعد القتال على الجبهات الشرقية لأوكرانيا وفي منطقة كورسك الروسية، مما يشير إلى أن الأطراف المتحاربة لم تصل بعد إلى نقطة استعداد حقيقي للحل الدبلوماسي.
ألمانيا والإنفاق العسكري: تعزيز الدفاع الأوروبي في مواجهة روسيا
وسط هذه التطورات، شدد المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس على ضرورة زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي، معتبرًا أن الحرب الروسية ليست مجرد صراع على أوكرانيا، بل حربًا ضد أوروبا بأكملها. موقف ألمانيا يعكس تصاعد المخاوف الأوروبية من أي تسوية قد تمنح روسيا شرعية السيطرة على أراضٍ أوكرانية بالقوة، وهو ما قد يشجعها على توسيع نطاق طموحاتها الجيوسياسية في المستقبل.