تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.. إيران ترفض الإملاءات الأمريكية

في رد مباشر على التصعيد الأمريكي، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسات إيران الخارجية، وذلك عقب مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لطهران بوقف دعمها للحوثيين في اليمن "فوراً".
جاء تصريح عراقجي عبر منصة إكس، حيث وجه أيضاً انتقاداً ضمنياً للضربات الجوية الأمريكية، داعياً إلى "وقف قتل الشعب اليمني"، وهو ما يعكس استراتيجية طهران في إعادة توجيه الاتهامات إلى واشنطن وتحميلها مسؤولية التصعيد.
استهداف أمريكي مباشر للحوثيين
للمرة الأولى منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، أمر بشن ضربات جوية مباشرة ضد الحوثيين في اليمن، ما أدى إلى مقتل 21 شخصاً على الأقل وفقاً للمصادر الحوثية.
هذا التصعيد العسكري يحمل دلالات استراتيجية، فهو لا يستهدف فقط تقويض نفوذ الحوثيين، بل يمثل أيضاً رسالة تحذيرية لطهران بأن واشنطن مستعدة لاستخدام القوة لردع حلفائها الإقليميين.
تأثير الحرب في غزة على المشهد اليمني
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، تبنّى الحوثيون نهجاً أكثر عدائية في البحر الأحمر وخليج عدن، منفّذين عشرات الهجمات على السفن، بذريعة دعم القضية الفلسطينية.
ورغم توقف الضربات الأمريكية والإسرائيلية على اليمن مؤقتاً بعد وقف إطلاق النار في غزة، عاد الحوثيون في 11 مارس إلى فرض حظر على السفن الإسرائيلية، في خطوة تعكس استمرار التوترات رغم المساعي الدولية لاحتوائها.
سياسة "القوة الساحقة" وردع إيران
في خطاب شديد اللهجة، أعلن ترمب أن الولايات المتحدة أطلقت "عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً" ضد الحوثيين، متوعداً باستخدام "القوة الساحقة" حتى تحقيق الأهداف الأمريكية.
كما أطلق تحذيراً مباشراً إلى إيران، مطالباً إياها بوقف دعم الحوثيين، في تصعيد يعكس نهج الإدارة الأمريكية الجديد في التعامل مع طهران من خلال الضغط العسكري وليس الدبلوماسي فقط.
ضغط أمريكي ومقاومة إيرانية
في خطوة موازية، بعثت واشنطن برسالة دبلوماسية إلى إيران، عبر مبعوث إماراتي، تطالب فيها باستئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي، محذرة من أن رفض الحوار قد يؤدي إلى عمل عسكري محتمل.
لكن إيران، التي تخضع لعقوبات مشددة بموجب سياسة "الضغوط القصوى" التي أعاد ترمب تفعيلها منذ توليه منصبه، لا تزال ترفض العودة إلى طاولة المفاوضات تحت الضغط، مؤكدة أن أي اتفاق جديد يجب أن يقوم على رفع العقوبات أولاً.
مستقبل الصراع
تتجه المواجهة بين واشنطن وطهران نحو مزيد من التعقيد، مع تصعيد عسكري أمريكي من جهة، وإصرار إيراني على رفض أي تنازل تحت الضغوط من جهة أخرى.