اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تداخل الملفات الدولية.. تحديات استعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن

موسكو وواشنطن
موسكو وواشنطن

أكد الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال في مراحلها الأولية، مشيرًا إلى أن استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين ستتطلب وقتًا طويلاً وجهودًا مكثفة. وجاء هذا التصريح في سياق نفي الكرملين للأنباء التي تحدثت عن لقاء مرتقب بين الجانبين في السعودية، وهو ما يتناقض مع تقارير نشرتها شبكة CNN حول اجتماع محتمل هذا الأسبوع.
هذه التصريحات تكشف عن حالة عدم اليقين التي تحيط بمستقبل العلاقات الروسية-الأمريكية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين البلدين بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو.

ملفات معقدة على الطاولة
رغم إعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب عن رغبتهما في تحسين العلاقات، إلا أن التواصل بينهما ظل محدودًا. فبحسب بيسكوف، لم يحدث أي تواصل مباشر بين الزعيمين سوى مرة واحدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، وكان ذلك عبر مكالمة هاتفية في 12 فبراير، استمرت نحو 90 دقيقة.
تناولت المكالمة عدة ملفات معقدة، من بينها تبادل المواطنين المحتجزين بين البلدين، والتطورات في أوكرانيا، وقضايا الشرق الأوسط، إضافة إلى البرنامج النووي الإيراني والعلاقات الاقتصادية الثنائية.

نفي روسي

نفى بيسكوف صحة الأنباء حول اجتماع محتمل بين موسكو وواشنطن في السعودية، مؤكدًا أن تلك المعلومات غير دقيقة. وجاء هذا التصريح بعد انتشار تقارير تشير إلى أن البلدين قد يعقدان محادثات في الرياض بالتزامن مع المفاوضات الأمريكية-الأوكرانية حول الأزمة في كييف.
في المقابل، لا تزال الولايات المتحدة مستمرة في دفع أوكرانيا نحو تبني نهج أكثر انفتاحًا للسلام، وهو ما أشار إليه بيسكوف عندما قال إن "واشنطن تريد أن ترى من كييف رغبة في السلام".

من المقرر أن يلتقي وفدان من الولايات المتحدة وأوكرانيا في السعودية لمناقشة جهود تحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وسيضم الوفد الأمريكي مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، مايك والتز، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إضافة إلى وزير الخارجية، ماركو روبيو. أما الوفد الأوكراني، فيترأسه رئيس إدارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أندريه يرماك.
هذا الاجتماع يعكس رغبة أمريكية في تحريك مسار السلام، لكنه في الوقت نفسه يثير تساؤلات حول مدى استعداد أوكرانيا لتقديم تنازلات في ظل استمرار الدعم العسكري الغربي لها.

الاتهامات الغربية لروسيا

بالتزامن مع هذه التطورات، رفض بيسكوف الاتهامات الأوروبية والأمريكية التي تتهم موسكو بتدبير "هجمات تخريبية"، ووصفها بأنها "فارغة وعابرة"، في إشارة إلى استمرار التوترات بين روسيا والغرب حول الأنشطة الاستخباراتية والهجمات السيبرانية.
فيما يخص الملف النووي الإيراني، أكد بيسكوف أن طهران تسعى إلى مفاوضات "بناءة ومحترمة"، مشددًا على أن روسيا ستواصل جهودها لدعم الحلول الدبلوماسية.
يأتي هذا في ظل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي، بدلًا من اللجوء إلى الخيارات العسكرية. ورغم ذلك، جاء رد المرشد الإيراني علي خامنئي حاسمًا، حيث أكد أن طهران "لن تتفاوض مع الدول التي تهتم فقط بمصالحها الخاصة"، في إشارة إلى رفض أي محادثات غير متكافئة مع الغرب.

موضوعات متعلقة