اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

إسرائيل بين فكي كماشة.. تصعيد غزة وضغط الاحتياط يؤجج أزمة الجيش الداخلية

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

تشهد الساحة الإسرائيلية توترًا متصاعدًا على جبهات متعددة، وسط مؤشرات على أزمة عسكرية داخلية آخذة في التشكل. فقد كشفت مصادر أمنية لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستدعاء المزيد من قوات الاحتياط، في إطار خطط لتوسيع العمليات القتالية داخل قطاع غزة، وسط تقييمات أمنية تفيد بأن حركة حماس "أساءت قراءة نوايا إسرائيل"، وهو ما يفاقم من حدة المواجهات.

وأوضحت هذه المصادر أن المفاوضات الجارية مع حماس، التي تتم وسط استمرار إطلاق النار، لم تحقق حتى الآن أي اختراق حقيقي، مما يجعل التصعيد العسكري مرجحًا. وأشارت إلى أن الاشتباكات مع مقاتلي حماس باتت أكثر حدة وكثافة، وأسفرت عن ارتفاع في خسائر الجيش الإسرائيلي البشرية والميدانية، ما يدفع المؤسسة العسكرية إلى مراجعة خططها وتعزيز قواتها.

في السياق ذاته، تتعرض إسرائيل لضغط إضافي من جبهة أخرى، حيث يواصل الحوثيون في اليمن إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية بشكل شبه يومي، ما يفتح جبهة استنزاف جديدة ويشتت قدرات الجيش.

ومما يفاقم الأزمة، ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأن الجيش الإسرائيلي اضطر إلى اتخاذ قرار غير معتاد بفرض تمديد إلزامي لمدة أربعة أشهر على الجنود النظاميين بعد انتهاء فترة خدمتهم الرسمية. هذا التعديل يعكس بوضوح النقص الحاد في أعداد القوات المتاحة، ويعبر عن أزمة في القدرة على سد احتياجات الجبهات المفتوحة دون استنزاف القوة البشرية الأساسية.

هذا الوضع المركب يكشف أن إسرائيل تواجه تحديات مزدوجة: تصعيد عسكري غير محسوم في غزة، وتآكل داخلي في جاهزية قواتها بسبب نقص الأفراد، الأمر الذي قد يؤثر على أدائها في حال امتداد المعارك أو فتح جبهات إضافية.

بين صمود المقاومة وضغوط التسوية.. حماس تتمسك بتحرير فلسطين وترفض نزع السلاح

في سياق متصل أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمسكها بثوابتها الوطنية، رافضة أي حلول جزئية أو محاولات للالتفاف على الحق الفلسطيني الكامل. فقد صرح الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، أن سكان القطاع المحاصر "لا يرون بديلاً لغزة إلا ساحات المسجد الأقصى، والتحرير الكامل لفلسطين من بحرها إلى نهرها"، مشددًا على أن خيار الشعب الفلسطيني الوحيد هو النصر أو الشهادة.

برهوم أشار إلى أن الدمار الهائل الذي تعرض له القطاع، والذي وصفه بأنه "غير مسبوق في تاريخ البشرية"، لم ينجح في كسر إرادة أهله، الذين ظلوا صامدين متمسكين بالمقاومة كطريق وحيد نحو الحرية. كما ندد بـ"العالم الظالم" الذي يتابع مخططات تهجير الفلسطينيين دون أن يحرك ساكنًا، معتبرًا أن الأمة الإسلامية تمر بـ"لحظات فارقة" تفرض عليها إما الاستفاقة وتحمل مسؤولياتها أو البقاء في حالة التبعية وفقدان القرار المستقل.

ودعا برهوم الأمتين العربية والإسلامية إلى الانتفاض نصرة لفلسطين، مشيرًا إلى أن غزة "تقاتل نيابة عن الأمة جمعاء"، مؤكداً أن دعمها واجب على كل فرد حر.

مشاورات سياسية مكثفة

ميدانيًا، غادر وفد من قيادة حركة حماس، برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي للحركة، العاصمة المصرية القاهرة، بعد سلسلة مشاورات مكثفة مع المسؤولين المصريين. ضم الوفد شخصيات بارزة مثل خالد مشعل، خليل الحية، زاهر جبارين، ونزار عوض الله.

وخلال الاجتماعات، عرضت حماس رؤيتها للتوصل إلى صفقة شاملة تتضمن:

وقف إطلاق النار.
تبادل الأسرى.
الإغاثة الإنسانية.
إعادة الإعمار.

ورغم التوافق على أهمية استمرار الجهود، إلا أن التقدم الفعلي ظل محدودًا، بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي.

أزمة إنسانية خانقة

الوضع الإنساني في غزة ازداد تفاقمًا مع استمرار الحصار المطبق ومنع دخول المواد الغذائية والطبية. ودعت حماس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتأمين احتياجات سكان القطاع، الذين يواجهون أوضاعًا كارثية بعد أكثر من شهرين على بدء الأزمة.

تعثر المفاوضات ورفض شروط الاحتلال

تُجرى وساطات بين إسرائيل وحماس برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، إلا أن المحادثات غير المباشرة توقفت منذ أسابيع. كانت الأطراف قد توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير، لكنه انهار بعد شهرين بسبب الخلافات حول المرحلة التالية من التسوية.

ترفض إسرائيل التفاوض على إنهاء الحرب ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو شرط ترفضه الحركة بشكل قاطع، معتبرة أن السلاح هو جزء لا يتجزأ من حق الفلسطينيين المشروع في المقاومة.