بين صمود المقاومة وضغوط التسوية.. حماس تتمسك بتحرير فلسطين وترفض نزع السلاح

في خضم العدوان المتواصل والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمسكها بثوابتها الوطنية، رافضة أي حلول جزئية أو محاولات للالتفاف على الحق الفلسطيني الكامل. فقد صرح الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، أن سكان القطاع المحاصر "لا يرون بديلاً لغزة إلا ساحات المسجد الأقصى، والتحرير الكامل لفلسطين من بحرها إلى نهرها"، مشددًا على أن خيار الشعب الفلسطيني الوحيد هو النصر أو الشهادة.
برهوم أشار إلى أن الدمار الهائل الذي تعرض له القطاع، والذي وصفه بأنه "غير مسبوق في تاريخ البشرية"، لم ينجح في كسر إرادة أهله، الذين ظلوا صامدين متمسكين بالمقاومة كطريق وحيد نحو الحرية. كما ندد بـ"العالم الظالم" الذي يتابع مخططات تهجير الفلسطينيين دون أن يحرك ساكنًا، معتبرًا أن الأمة الإسلامية تمر بـ"لحظات فارقة" تفرض عليها إما الاستفاقة وتحمل مسؤولياتها أو البقاء في حالة التبعية وفقدان القرار المستقل.
ودعا برهوم الأمتين العربية والإسلامية إلى الانتفاض نصرة لفلسطين، مشيرًا إلى أن غزة "تقاتل نيابة عن الأمة جمعاء"، مؤكداً أن دعمها واجب على كل فرد حر.
مشاورات سياسية مكثفة
ميدانيًا، غادر وفد من قيادة حركة حماس، برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي للحركة، العاصمة المصرية القاهرة، بعد سلسلة مشاورات مكثفة مع المسؤولين المصريين. ضم الوفد شخصيات بارزة مثل خالد مشعل، خليل الحية، زاهر جبارين، ونزار عوض الله.
وخلال الاجتماعات، عرضت حماس رؤيتها للتوصل إلى صفقة شاملة تتضمن:
وقف إطلاق النار.
تبادل الأسرى.
الإغاثة الإنسانية.
إعادة الإعمار.
ورغم التوافق على أهمية استمرار الجهود، إلا أن التقدم الفعلي ظل محدودًا، بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي.
أزمة إنسانية خانقة
الوضع الإنساني في غزة ازداد تفاقمًا مع استمرار الحصار المطبق ومنع دخول المواد الغذائية والطبية. ودعت حماس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتأمين احتياجات سكان القطاع، الذين يواجهون أوضاعًا كارثية بعد أكثر من شهرين على بدء الأزمة.
تعثر المفاوضات ورفض شروط الاحتلال
تُجرى وساطات بين إسرائيل وحماس برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، إلا أن المحادثات غير المباشرة توقفت منذ أسابيع. كانت الأطراف قد توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير، لكنه انهار بعد شهرين بسبب الخلافات حول المرحلة التالية من التسوية.
ترفض إسرائيل التفاوض على إنهاء الحرب ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو شرط ترفضه الحركة بشكل قاطع، معتبرة أن السلاح هو جزء لا يتجزأ من حق الفلسطينيين المشروع في المقاومة.
يقف قطاع غزة اليوم أمام معادلة معقدة: صمود أسطوري في مواجهة عدوان ممنهج، مقابل جهود سياسية متعثرة بفعل تعنت الاحتلال ومطالباته التي تصطدم بثوابت المقاومة الفلسطينية. وبينما تشتد معاناة سكان غزة تحت الحصار، يتواصل الصراع على مستقبل فلسطين، مع تمسك حماس بخيار المقاومة الكاملة ورفض أي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني.