صفقة تبادل محتملة.. حماس تدرس عرضًا أمريكيًا جديدًا لتمديد وقف إطلاق النار

يجري وفد قيادي من حركة "حماس"، برئاسة خليل الحية، مشاورات حول تطورات الوساطة المصرية القطرية الهادفة إلى استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في ظل مقترحات أمريكية جديدة لإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وسط تعقيدات تفاوضية تتعلق بمصير الحرب وإعادة إعمار القطاع.
اقتراح أمريكي لتبادل المحتجزين مقابل تمديد الهدنة
بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قدمت الولايات المتحدة مقترحًا جديدًا لـ"حماس" يتضمن إطلاق سراح عدد من المحتجزين، بمن فيهم الأمريكي عيدان ألكسندر، مقابل تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهرين، إلى جانب استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتعد هذه الخطة واحدة من عدة خيارات تم بحثها خلال محادثات جرت في الدوحة بين مسؤولين أمريكيين وقيادات من الحركة.
إلى جانب ذلك، طرح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحًا آخر لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا، حتى نهاية شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي. وقد وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذا الطرح، الذي ينص على إطلاق نصف المحتجزين المتبقين في المرحلة الأولى، تليها عملية إطلاق البقية.
اتصالات مباشرة بين حماس وواشنطن
في تطور لافت، أكد البيت الأبيض وجود محادثات مباشرة بين إدارة ترامب و"حماس" حول مسألة المحتجزين الأمريكيين، وهي خطوة غير معتادة في السياسة الأمريكية تجاه الجماعة الفلسطينية. وكشف مسؤولون فلسطينيون أن وفدًا من "حماس" عقد لقاءات مع مبعوث الرهائن الأمريكي، آدم بوهلر، في الدوحة، حيث جرت مناقشات مباشرة دون وساطة قطرية.
أقر الرئيس ترامب بأن هناك مناقشات جارية مع "حماس"، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة "لن تدفع أموالًا مقابل إطلاق سراح المحتجزين". في المقابل، أبدت "حماس" استعدادها للنظر في صفقة تبادل تشمل الأمريكيين، شرط تقديم ضمانات واضحة بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن وقف الحرب الكامل وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.
خلافات حول شروط الصفقة
رغم الانخراط في المحادثات، لا تزال هناك عقبات أمام إتمام الاتفاق. فقد أفادت مصادر فلسطينية بأن "حماس" ترفض عرض "ويتكوف"، لكنها لم تحسم موقفها بعد من مقترحات أخرى. ويرتبط أحد أبرز نقاط الخلاف بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطلق إسرائيل سراحهم مقابل المحتجزين الأمريكيين.
إلى جانب ذلك، كشف مصدر مطلع أن الإدارة الأمريكية تعتبر إطلاق سراح عيدان ألكسندر، الجندي الأمريكي-الإسرائيلي البالغ من العمر 20 عامًا، أولوية قصوى. ويعد ألكسندر، الذي كان ضمن الجيش الإسرائيلي وقت اختطافه، آخر محتجز أمريكي على قيد الحياة في غزة، بعد عمليات إطلاق سراح سابقة، بينما لا تزال "حماس" تحتفظ بجثث أربعة أمريكيين آخرين.
سيناريوهات محتملة
مع استمرار المحادثات، تبدو الخيارات محدودة أمام جميع الأطراف. فبينما تسعى "حماس" إلى ضمان إنهاء الحرب بشكل دائم، تضغط واشنطن لإتمام صفقة جزئية لإطلاق سراح المحتجزين. أما إسرائيل، فترى في تمديد الهدنة فرصة لترتيب أوراقها، لكنها لا تزال ترفض الانسحاب الكامل من غزة.
وفي ظل هذه التعقيدات، تبقى المفاوضات مفتوحة على عدة سيناريوهات، من بينها إمكانية تقديم مقترح معدل يجمع بين المطالب الأمريكية والإسرائيلية وشروط "حماس"، أو انهيار المحادثات وعودة العمليات العسكرية، وهو سيناريو قد تكون له تداعيات خطيرة على مستقبل الصراع في غزة والمنطقة ككل.