مهندس العلاقات الغربية.. بوتين يعيّن دارتشييف سفيراً لدى واشنطن

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بتعيين ألكسندر دارتشييف سفيراً جديداً لروسيا لدى الولايات المتحدة، في خطوة تعكس تحسناً تدريجياً في العلاقات بين البلدين، التي شهدت توترات كبيرة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
يأتي هذا التعيين بعد مشاورات دبلوماسية بين الجانبين، حيث أعلنت موسكو في فبراير الماضي نيتها تعيين سفير جديد في واشنطن، وهو ما وافقت عليه الولايات المتحدة خلال اجتماع عُقد في تركيا بين مسؤولين من البلدين. وجاء ذلك في أعقاب محادثات استمرت أكثر من أربع ساعات في العاصمة السعودية الرياض يوم 18 فبراير، تناولت قضايا عدة، من بينها تطبيع العلاقات الثنائية ومساعي إنهاء الحرب في أوكرانيا. كما عُقد اجتماع آخر في 27 فبراير بين دبلوماسيين روس وأمريكيين في تركيا، حيث ناقش الطرفان سبل حل الخلافات حول عمل سفارتيهما، وأكدت روسيا أنها اقترحت استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، والتي توقفت منذ اندلاع الحرب.
دارتشييف: مسيرة دبلوماسية طويلة وخبرة في العلاقات مع الغرب
يمتلك ألكسندر دارتشييف، المولود في 14 مايو 1960، خبرة واسعة في الشؤون الأمريكية والكندية، مما يجعله خياراً استراتيجياً لهذا المنصب الحساس. درس التاريخ في جامعة موسكو، حيث تخرج عام 1983، ثم عمل كباحث في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي لمدة تسع سنوات.
بدأ دارتشييف مسيرته الدبلوماسية عام 1992، حيث شغل عدة مناصب داخل وزارة الخارجية الروسية، وكان له دور محوري في إدارة العلاقات مع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. انتقل إلى السفارة الروسية في واشنطن عام 1997، حيث عمل مستشاراً حتى عام 2002، ثم عاد إلى روسيا ليتولى منصب نائب مدير إدارة شمال الأطلسي بالخارجية الروسية.
بين عامي 2005 و2010، شغل منصب مستشار وزير في السفارة الروسية بواشنطن، قبل أن يصبح مدير قسم أمريكا الشمالية في وزارة الخارجية حتى عام 2014. وفي تلك الفترة، تم تعيينه سفيراً لموسكو لدى كندا، حيث ظل في منصبه حتى عام 2021، ليعود بعد ذلك إلى موسكو ويتولى إدارة قسم شمال الأطلسي بوزارة الخارجية.
دلالات التعيين في ظل التطورات الجيوسياسية
يعكس اختيار دارتشييف لهذا المنصب رغبة موسكو في الدفع بمسار الحوار مع واشنطن، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة التي فرضها الصراع في أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا. كما يشير إلى أهمية الملف الأمريكي في الاستراتيجية الروسية، حيث يمتلك السفير الجديد خبرة عميقة في التعامل مع الغرب، وهو ما قد يساعد في إيجاد قنوات تواصل أكثر فاعلية بين البلدين في المرحلة المقبلة.