تحركات خفية لإقصاء زيلينسكي.. واشنطن تنضم إلى موسكو في محاولة تغيير السلطة بأوكرانيا

تشير تقارير إلى أن شخصيات مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرت محادثات سرية مع شخصيات معارضة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطوة تعكس اهتمام واشنطن المتزايد بالتأثير على المشهد السياسي في كييف، وفقًا لما أوردته صحيفة "بوليتيكو".
ووفقًا للمصادر، فقد تضمنت هذه المحادثات زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو، وعددًا من أعضاء حزب الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، حيث تركزت النقاشات حول إمكانية عقد انتخابات رئاسية مبكرة، رغم أن الدستور الأوكراني يمنع إجراؤها خلال فترة الأحكام العرفية بسبب الحرب.
ويعتقد مقربون من ترامب أن زيلينسكي فقد الكثير من شعبيته بسبب استمرار الحرب والفساد المتفشي، مما قد يجعله يخسر أي انتخابات مستقبلية. وبينما نفت إدارة ترامب رسميًا أي تدخل في السياسة الداخلية لأوكرانيا، إلا أن تصريحات ترامب وبعض المسؤولين تشير إلى رغبتهم في تغيير القيادة الأوكرانية، ما لم يتبنَّ زيلينسكي سياسة أكثر توافقًا مع واشنطن.
ويتزامن ذلك مع قرار الولايات المتحدة تعليق تبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدات العسكرية لكييف، مما زاد من الضغط على الحكومة الأوكرانية. وفيما يسعى زيلينسكي للحفاظ على الدعم الأمريكي، فإن المعارضة تواصل اتصالاتها بحلفاء ترامب، في محاولة لإعادة تشكيل العلاقة مع واشنطن بما يخدم مصالحها السياسية.
واشنطن تعلّق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا
يذكر أن الولايات المتحدة قررت وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، ما قد يؤثر بشكل مباشر على قدرة الجيش الأوكراني في استهداف القوات الروسية.
يأتي هذا القرار بعد تعليق إدارة الرئيس دونالد ترامب للمساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وهو ما يمثل تدهورًا واضحًا في العلاقات بين الرئيس الأمريكي فولوديمير زيلينسكي.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن تجميد قنوات الاستخبارات مع كييف لا يعني توقف واشنطن عن مشاركة المعلومات الاستخباراتية حول روسيا وأوكرانيا مع حلفائها المقربين، مثل المملكة المتحدة.
تُشكّل هذه الخطوة ضربة استراتيجية لأوكرانيا، حيث كان الدعم الاستخباراتي الأمريكي حاسمًا في تحديد الأهداف العسكرية الروسية. ومع تراجع الدعم الأمريكي.
موسكو ترحب بحذر بمبادرة زيلينسكي للتفاوض
في سياق متصل رحب الكرملين بحذر بإعلان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن استعداده للجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكنه أكد أن عقبات قانونية لا تزال تحول دون بدء أي حوار رسمي.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن موسكو تنظر بشكل إيجابي إلى هذه الخطوة، لكنه أشار إلى أن "الحظر القانوني الذي فرضه زيلينسكي على التفاوض مع روسيا لا يزال ساريًا، ما يعقّد تنفيذ أي محادثات عملية".
تصريحات بيسكوف، التي نقلتها وكالة "تاس" الروسية، تعكس موقفًا مزدوجًا من الكرملين، حيث يبدو مرحبًا مبدئيًا بالتفاوض لكنه في الوقت ذاته يسلط الضوء على التحديات التي تعيق التقدم نحو تسوية سلمية.