مناورات بحرية مشتركة بين إيران وروسيا والصين وسط تصاعد التوتر مع واشنطن

تشهد منطقة شمال المحيط الهندي، قرب ميناء جابهار الإيراني، انطلاق مناورات بحرية مشتركة بين إيران وروسيا والصين، وهي تدريبات سنوية تعكس تطور التعاون العسكري بين الدول الثلاث. هذه المناورات، التي تحمل اسم "حزام الأمن 2025"، تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية، خصوصًا مع الولايات المتحدة التي تتابع هذا التحالف المتنامي بقلق.
أهداف المناورات وتوسيع التحالفات
بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، تهدف هذه التدريبات إلى تعزيز الأمن الإقليمي والتعاون العسكري متعدد الأطراف، إضافةً إلى مكافحة القرصنة والإرهاب البحري، وتبادل الخبرات العملياتية والتكتيكية. وتشارك في المناورات سفن حربية وسفن دعم من الدول الثلاث، إلى جانب قوات من "الحرس الثوري" الإيراني، مما يشير إلى التزام طهران بتوسيع نطاق شراكاتها الدفاعية.
كما أكدت وزارة الدفاع الصينية أن هذه المناورات تهدف إلى تعزيز الثقة العسكرية المتبادلة والتعاون البراغماتي بين القوات البحرية المشاركة، مما يعكس سياسة الصين المتزايدة في توسيع نفوذها البحري.
التعاون العسكري الثلاثي في مواجهة النفوذ الأمريكي
خلال السنوات الأخيرة، عززت إيران تعاونها العسكري مع موسكو وبكين، حيث أجرى الثلاثي عدة تدريبات بحرية في خليج عمان ومناطق أخرى، في خطوة تعكس إعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية. وفيما تُصنف روسيا والصين نفسيهما كقوتين جيوسياسيتين في مواجهة النفوذ الأمريكي، تواجه إيران اتهامات بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة تُستخدم في الحرب الأوكرانية، وهو ما تنفيه طهران رسميًا رغم إقرارها سابقًا بإرسال مسيّرات قبل اندلاع الحرب.
قلق أمريكي وتداعيات استراتيجية
واشنطن تتابع عن كثب هذا التعاون العسكري المتنامي، لا سيما بعد أن تعززت العلاقات بين الدول الثلاث في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022. فمع تصاعد عزلة موسكو، لجأت إلى شركائها التقليديين، حيث زودتها إيران بمسيّرات هجومية، بينما حصلت كوريا الشمالية على معدات عسكرية روسية. وفي المقابل، أرسلت موسكو طائرات حربية إلى طهران، وساعدتها في تطوير أنظمة دفاعها الصاروخي.
أما الصين، فاستفادت من التعاون مع روسيا في مجالات التصنيع العسكري والتكنولوجي، كما توسع البلدان دورياتهما البحرية في القطب الشمالي، في خطوة تعكس طموحاتهما في تعزيز الوجود العسكري المشترك.
مستقبل التحالفات
رغم أن الدول المشاركة تصر على أن المناورات تهدف إلى "حماية الأمن البحري العالمي"، إلا أن واشنطن وحلفاءها يرون فيها إشارة واضحة إلى تنامي نفوذ تحالف دولي موازٍ لمواجهة الغرب. في ظل هذه التغيرات، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى تأثير هذه التدريبات على التوازنات الإقليمية، وما إذا كانت ستؤدي إلى تصعيد أكبر في المواجهة بين المعسكرين المتنافسين.