اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

أوكرانيا في مأزق.. هل تستطيع أوروبا تسليح أوكرانيا بعد وقف الدعم الأمريكي؟

ترامب
ترامب

أثار إعلان واشنطن عن تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا فورًا حالة من القلق في كييف، حيث رأت الإدارة الأمريكية أن هذه الخطوة ضرورية لدفع جميع الأطراف نحو طاولة المفاوضات. جاء هذا القرار في وقت واصلت فيه الطائرات الروسية المسيرة استهداف المدن الأوكرانية، مما زاد من مخاوف المواطنين والمسؤولين على حد سواء.
تحذيرات من تداعيات القرار
حذر مسؤولون أوكرانيون من العواقب الوخيمة لوقف الدعم العسكري، إذ قال المشرع الأوكراني أوليكسي جونشارينكو إن آلاف الأرواح قد تكون مهددة بسبب القرار، داعيًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة النظر فيه. في المقابل، شدد القادة الأوروبيون على ضرورة استمرار دعم كييف، إلا أن هناك تساؤلات حول مدى قدرة أوروبا على تعويض النقص في الإمدادات العسكرية الأمريكية.
أوروبا أمام اختبار الدعم العسكري
رغم تأكيد بعض المحللين على أن أوكرانيا أصبحت أقل اعتمادًا على الغرب ما كانت عليه في بداية الحرب، فإن الولايات المتحدة لا تزال تلعب دورًا حيويًا في تأمين الأسلحة والاستخبارات. أوضح مارك جالوتي، الخبير في الشؤون الأمنية، أن بعض المعدات العسكرية الضرورية مثل صواريخ باتريوت وقطع غيار دبابات أبرامز لا يمكن توفيرها بسهولة من أوروبا، ما يجعل تعويض الدعم الأمريكي أمرًا معقدًا.
ضغوط البيت الأبيض
أكدت إدارة ترامب أن تعليق المساعدات يأتي في إطار سعيها لإجبار جميع الأطراف على التفاوض، حيث صرح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بأن الحرب لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى، وأنه يجب على أوكرانيا الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
أوروبا تتبنى مقاربة مختلفة
على الجانب الآخر، استضافت المملكة المتحدة قمة أوروبية لدعم أوكرانيا، حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استعداد بلاده لتقديم مزيد من الدعم العسكري بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين، داعيًا إلى "تحمل المهام الثقيلة" لإنهاء الأزمة.
انقسامات أوروبية ومخاوف أوكرانية
رغم التصريحات العلنية المؤيدة لكييف، أشار بعض المحللين إلى وجود انقسامات داخل الصف الأوروبي حول استمرار الدعم العسكري. كما حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من تداعيات القرار الأمريكي، مؤكدًا التزام بلاده بالسلام، ومطالبًا واشنطن وأوروبا بمواصلة الدعم.
يبدو أن قرار تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية يمثل نقطة تحول في مسار الصراع، حيث يضع أوكرانيا أمام تحديات استراتيجية كبرى، ويختبر جدية أوروبا في تحمل مسؤولية دعمها لكييف. وبينما تسعى واشنطن لدفع الجميع نحو مفاوضات، بينما يبقى التساؤل الأهم: هل تتمكن أوروبا من سد الفراغ الذي تركه القرار الأمريكي، أم أن الحرب تدخل مرحلة جديدة من التصعيد؟ الأيام وحدها هي القادرة على إجابة هذا السؤال.