هل توافق «بغداد» على طلب «واشنطن» وتتنازل عن «الغاز الإيراني»؟

طالبت وزارة الخارجية الأمريكية، حكومة بغداد، إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أقرب وقت ممكن، وذلك رغم اعتماد السوق المحلي العراقي بشكل كبير على واردات الغاز الإيراني لتغذية شبكة الكهرباء.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تراجع جميع الإعفاءات القائمة من العقوبات التي توفر لإيران أي قدر من الدعم الاقتصادي، وتحث الحكومة العراقية.. وسُئلت عما إذا كان سيتم تجديد الإعفاء من العقوبات الذي يسمح للعراق بدفع ثمن الكهرباء لإيران أم لا، فقالت "ليس لدينا ما نعلنه فيما يتعلق بالإعفاء الحالي من الكهرباء الذي ينتهي في الثامن من مارس... نراجع جميع الإعفاءات الحالية من العقوبات التي توفر لإيران أي قدر من الدعم الاقتصادي أو المالي".
وأضافت في أول إفادة لها في عهد الرئيس دونالد ترامب "نحث الحكومة العراقية على إنهاء اعتمادها على مصادر الطاقة الإيرانية في أقرب وقت ممكن، ونرحب بالتزام رئيس الوزراء العراقي بتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة".
ويخشى العراق من تفاقم أزمة الطاقة الكهربائية مع اقتراب فصل الصيفبتعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلغاء الإعفاء الممنوح لبغداد لتعويض النقص في الطاقة باستيراد الكهرباء والغاز من إيران.
ومن المقرر أن تنتهي صلاحية الإعفاءات الأخيرة من العقوبات الأميركية التي منحتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في 7 مارس 2025، أي بعد مرور 120 يومًا على سريانها.
وكانت إدارة ترامب قد أشارت إلى عزمها على عدم توقيع الإعفاءات مرة أخرى وفق ما ورد في المذكرة الرئاسية للأمن القومي في 4 فبراير 2025، والتي تستهدف إعادة فرض أقصى درجات الضغط.
وذكر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن الجمهورية العراقية أصبحت الآن أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، داعيا الولايات المتحدة دعم البلد في تعزيز اعتماده على ذاته، لتأمين تحقيق الاكتفاء في قطاع الطاقة للمرة الأولى في صيف 2025.
وعلى الرغم من أن العراق يعدّ قوة رئيسية في قطاع الطاقة، فإنه يفتقر إلى الاكتفاء الذاتي في مجالي الغاز والكهرباء، مما يجعله يعتمد على إيران لتعويض جزء من هذا النقص.
في المقابل، يعاني الإيرانيون من وضع اقتصادي مترد، مع ارتفاع التضخم إلى مستويات غير مسبوقة، ونقص في موارد الطاقة أدت إلى انقطاعات مستمرة في الكهرباء.
لكن التقرير أوضح أن الصورة باتت مختلفة اليوم، فالعراق يهدف إلى إنتاج 28 غيغاواط من الطاقة خلال موسم ذروة الطلب في صيف 2025، وهو ما سيظل يلبي فقط 60-75% من إجمالي ذروة الطلب، مشيرا إلى أن مساهمة إيران لم تعد تمثل النسبة الضخمة التي كانت تبلغ 40% من إنتاج الطاقة العراقي.
فمن أصل 10 غيغاواط التي اعتادت إيران توفيرها، انخفضت الكمية مؤخرًا إلى 1.5 فقط، حيث قررت إيران إيقاف ثلثي صادرات الكهرباء إلى العراق و بالمئة من الغاز بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، ومن المرجح أن تقطع إيران إمدادات الطاقة إلى العراق مرة أخرى في صيف 2025.
لكن وفقا لوزارة الكهرباء العراقية، يحتاج البلد إلى نحو 50 ألف ميجاواط لسد حاجته من الطاقة في فصل الصيف، وسط توقعات أن يواجه العراق بسبب العقوبات الأميركية، صعوبات إضافية إذا توقف الغاز الإيراني الذي يزود منظومة الكهرباء العراقية بنحو 40% من إنتاجها الحالي، الذي يقرب من نحو 20 ألف ميجاواط.