اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ضغوط اقتصادية متبادلة.. بكين ترد على واشنطن بفرض رسوم جمركية جديدة

بكين ترد على واشنطن بفرض رسوم جمركية جديدة
بكين ترد على واشنطن بفرض رسوم جمركية جديدة

دخلت الرسوم الجمركية الصينية الجديدة على المنتجات الزراعية الأمريكية حيّز التنفيذ، الإثنين، في أحدث تصعيد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. تأتي هذه الخطوة ردًا على زيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية على المنتجات الصينية للمرة الثانية منذ توليه منصبه.
التعريفات الصينية الجديدة تشمل:
15% رسومًا على القمح والذرة والدجاج الأمريكي.
10% على فول الصويا ولحوم البقر والخنزير والفواكه.
إضافة إلى ذلك، حظرت بكين 15 شركة أمريكية من شراء المنتجات الصينية دون إذن خاص، ومنعت 10 شركات أخرى من ممارسة الأعمال التجارية في الصين، من بينها شركة تصنيع طائرات مسيرة تزود الجيش الأمريكي بمعداته.
ترامب يرد بزيادة الرسوم على الواردات الصينية
من جانبه، صعّد ترامب الضغط على بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية تقريبًا في فبراير، قبل أن يرفعها إلى 20% الأسبوع الماضي، مبررًا ذلك برغبته في إجبار الصين على الحد من تدفق مخدر "الفنتانيل" إلى الولايات المتحدة. كما فرضت واشنطن تعريفات بنسبة 25% على كندا والمكسيك، لكنها علّقت بعضها بعد يومين، بينما استهدفت السلع الصينية برسوم 20% على واردات تبلغ قيمتها 440 مليار دولار سنويًا.
بوادر "حل وسط" بين الجانبين
رغم التصعيد، أبدت كل من واشنطن وبكين استعدادًا للتفاوض. فقد دعا وزير التجارة الصيني نظيره الأمريكي والممثل التجاري الأمريكي إلى اجتماع لبحث سبل التوصل إلى اتفاق تجاري جديد، كما صرّح ترامب بأن التوصل إلى صفقة مع الصين "ممكن".
تفوق أمريكي ومناورات صينية
تتمتع الولايات المتحدة بميزة واضحة في هذه الحرب التجارية، نظرًا لأن الولايات المتحدة تستورد من الصين أكثر بكثير مما تصدره إليها، مما يتيح لترامب فرض المزيد من القيود بسهولة نسبية. في المقابل، تعاني الصين من تحديات اقتصادية كبرى، مثل ضعف الاستثمار الأجنبي وأزمة العقارات، لكنها تمتلك أدوات لمواجهة الضغوط الأمريكية، منها:
خفض الضرائب على الشركات الصينية المصدّرة للولايات المتحدة، ما يسمح لها بخفض الأسعار والتخفيف من تأثير الرسوم الأمريكية.
نقل التجميع النهائي للمنتجات إلى دول مثل فيتنام والمكسيك، لتفادي الرسوم الجمركية الأمريكية، رغم أن ترامب هدد بفرض رسوم على المكسيك للحد من هذه الثغرة.
استغلال "قاعدة الحد الأدنى"، التي تعفي الطرود الأقل من 800 دولار من التعريفات الجمركية، وهي ثغرة حاول ترامب إغلاقها لكنه واجه صعوبات في التنفيذ.
ارتفاع غير مسبوق في الرسوم الجمركية الأمريكية
ارتفع متوسط التعريفة الجمركية الأمريكية على السلع الصينية المتأثرة إلى 39%، مقارنة بـ3% فقط عندما بدأ ترامب ولايته الأولى، ما يُعد تصعيدًا كبيرًا في الحرب التجارية المستمرة منذ سنوات.
وفي ظل التصعيد المتبادل بين الصين وأمريكا، تظل آفاق التوصل إلى حل تجاري شامل غير واضحة. وبينما تسعى بكين إلى تخفيف الضغط عبر استراتيجيات اقتصادية بديلة، تواصل واشنطن تعزيز سيطرتها على التجارة العالمية عبر فرض مزيد من القيود.