اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

قبل اجتماع بكين بشأن الملف النووي.. بريطانيا تلوّح بإعادة فرض العقوبات وطهران ترفض التفاوض تحت الضغط

إيران
إيران

تستضيف بكين، الجمعة، اجتماعًا ثلاثيًا يجمع مسؤولين رفيعي المستوى من إيران، وروسيا، والصين، لمناقشة مستقبل الملف النووي الإيراني، في ظل تصاعد الضغوط الغربية ومساعي واشنطن لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة. يأتي الاجتماع وسط تحركات أمريكية لمحاولة فتح قنوات تواصل مع إيران، والتي لا تزال متشككة في نوايا واشنطن.
رهانات بكين ومساعي الاحتواء الدبلوماسي
أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن الاجتماع يهدف إلى مناقشة "القضية النووية الإيرانية"، بينما أكد السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، فو كونج، أهمية استغلال الوقت المتبقي قبل انتهاء صلاحية بعض بنود الاتفاق النووي في أكتوبر المقبل للتوصل إلى اتفاق جديد. وأوضح أن "ممارسة أقصى الضغوط لن تؤدي إلى تحقيق الأهداف"، في إشارة إلى نهج الولايات المتحدة.
إيران: رفض الضغوط والتفاوض بشروط متكافئة
من جانبه، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن بلاده لن تتفاوض تحت الضغط، وأنها تواصل الاتصالات غير المباشرة مع الترويكا الأوروبية، مشيرًا إلى أن "إثبات فشل سياسة الضغوط القصوى هو مفتاح أي مفاوضات ناجحة". وأضاف أن إيران لديها استراتيجية واضحة لأي مفاوضات محتملة، لكنها لن تدخل في محادثات مباشرة إلا من موقع متكافئ.
في سياق متصل، دعت إيران الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات كخطوة أولى نحو أي محادثات جديدة، معتبرة أن استمرار العقوبات يجعل التفاوض غير مجدٍ.
تصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن وتحذيرات متبادلة
جاءت تصريحات عراقجي بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول "منع الانتشار النووي"، بدعوة من الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية، واليونان، وبنما، حيث نددت طهران بالاجتماع، واعتبرته محاولة أمريكية لاستغلال المجلس كأداة لتصعيد "الحرب الاقتصادية" ضدها.
وأكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أن بلاده لن ترضخ للضغوط، محذرًا من أن أي محاولة لفرض اتفاق نووي غير عادل ستفشل. كما هاجمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الاجتماع، معتبرة أنه تدخل غير مبرر في التعاون الجاري بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
على الجانب الآخر، حذرت بريطانيا من أنها قد تلجأ إلى إعادة فرض عقوبات أممية على إيران إذا اقتضت الضرورة، بينما أكدت واشنطن أن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على أسلحة نووية التي تخصّب اليورانيوم إلى مستويات عالية دون مبرر مدني واضح.
تحركات واشنطن ورسائل الوساطة عبر الإمارات
تزامنًا مع الاجتماع في بكين، كشفت تقارير عن رسالة أمريكية بعثتها واشنطن إلى طهران عبر الإمارات، تقترح فيها بدء محادثات جديدة بشأن الاتفاق النووي، محذرة من العواقب المحتملة في حال رفضت إيران الاستجابة.
وذكرت المصادر أن أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، نقل الرسالة إلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال لقائهما الأربعاء. لكن إيران، على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي، رفضت العرض الأمريكي، معتبرة أن "التفاوض مع إدارة تسعى لممارسة الضغوط هو مجرد خداع سياسي".
مستقبل الاتفاق النووي: بين التصعيد والبحث عن مخرج دبلوماسي
مع اقتراب أكتوبر 2025، الموعد الذي ينتهي فيه بعض بنود الاتفاق النووي، تبدو إيران عازمة على استخدام ورقة التخصيب كورقة ضغط، حيث حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران تسرّع عمليات تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي نسبة قريبة من مستوى الأسلحة النووية.
بينما تلوّح الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، بإمكانية إعادة فرض العقوبات الأممية في حال استمرار طهران في نهجها الحالي، فإن اجتماع بكين قد يكون محاولة أخيرة لاحتواء الأزمة وإيجاد صيغة تفاوضية جديدة قبل تصعيد جديد يهدد أمن المنطقة.

موضوعات متعلقة