حصار المساعدات.. تراجع الإغاثة إلى غزة في ظل الضغوط الدولية
ذكرت صحيفة الغارديان في تقرير لها أن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ 11 شهرًا، وذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لزيادة حجم المساعدات. جاء هذا التراجع رغم الإنذار الأمريكي الذي صدر في أكتوبر الماضي، حيث حددت واشنطن مهلة مدتها 30 يومًا لإسرائيل، مهددة بفرض عقوبات إذا لم يتم زيادة إمدادات المساعدات إلى القطاع.
المساعدات إلى غزة في أدنى مستوياتها
وفقًا للأرقام الصادرة عن السلطات الإسرائيلية، فقد تم تسليم 8,805 أطنان فقط من المساعدات الغذائية إلى غزة هذا الشهر، وهو أقل من أي شهر منذ ديسمبر 2023. في المقابل، كانت العمليات الإنسانية في ذروتها في مايو 2024 عندما دخل نحو 117,000 طن من المواد الغذائية عبر 6,000 شاحنة. وكان من المتوقع أن يتراوح العدد اليومي للشاحنات بين 350 إلى 600 شاحنة لتلبية الاحتياجات الأساسية في القطاع، لكن في أكتوبر الماضي، دخلت 57 شاحنة فقط يوميًا.
الإنذار الأمريكي لإسرائيل
في منتصف أكتوبر، أصدرت الولايات المتحدة إنذارًا نهائيًا لإسرائيل، يُطلب منها من خلاله زيادة الإمدادات الإنسانية إلى غزة، وهددت بفرض عقوبات إذا لم تستجب لذلك. ومع اقتراب الموعد المحدد للإنذار في 13 أكتوبر، أصبح من غير الواضح ما الإجراءات التي قد تتخذها واشنطن في حالة عدم الامتثال، لكن هذه الإجراءات قد تشمل وقفًا مؤقتًا لتوريد بعض الذخائر أو المساعدات العسكرية لإسرائيل.
الوضع الإنساني في غزة
الوضع في غزة يشهد تدهورًا كبيرًا، حيث أشار مسؤولو الإغاثة إلى أن أكثر من 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد نزحوا بسبب الحرب، وأن أكثر من ثلثي المباني قد دمرت أو تضررت. الوضع في القطاع "مروع"، حسب وصف المسؤولين، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، في حين أن الحصار الإسرائيلي على غزة في الأسابيع الأولى من الحرب قد زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
محاولات تخفيف المعاناة
رغم الانتقادات الدولية، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن توسيع "المنطقة الإنسانية" في غزة، بهدف تخفيف الاكتظاظ وتوفير بعض المأوى للنازحين في المناطق الداخلية للقطاع. ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل قد تجاهلت العديد من المطالب الواردة في رسالة مشتركة من وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، التي كانت تهدف إلى تحسين الوضع الإنساني بشكل عاجل.
إشكاليات لوجستية ومشاكل في توزيع المساعدات
من جهة أخرى، في حين ينفي المسؤولون الإسرائيليون التهم التي تشير إلى تقييد المساعدات عمدًا، فإن متخصصين لوجستيين تابعين للأمم المتحدة في غزة يشيرون إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية والفوضى العامة في المنطقة غالبًا ما تعرقل عملية جمع الإمدادات. هذا الوضع يؤدي إلى بقاء العديد من الشاحنات المحملة بالمساعدات عالقة على الحدود، مما يمنع وصولها إلى السكان الذين هم في أمس الحاجة إليها.
الخلاصة
تستمر معاناة سكان غزة وسط تراجع كبير في حجم المساعدات الإنسانية التي تصلهم، في وقت تكثف فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع. ومع انقضاء المهلة الأمريكية في الأيام المقبلة، يترقب المجتمع الدولي ما إذا كانت واشنطن ستتخذ إجراءات صارمة تجاه إسرائيل في ظل تزايد الاحتياجات الإنسانية التي لا تجد استجابة كافية.