بوتين يتلقى دعمًا استراتيجيًا من بكين وبيونج يانج في بداية العام الجديد
في إطار احتفالات العام الجديد 2025، تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، رسائل دعم قوية من الرئيس الصيني شي جين بينغ وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وقد أظهرت هذه الرسائل حجم التعاون الاستراتيجي بين روسيا وكل من الصين وكوريا الشمالية، مؤكدة على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في قضايا متعددة.
وفي رسالة بعث بها إلى الرئيس الروسي يوم الإثنين، عبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن عزمه تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية. ووجه كيم في رسالته تحياته بمناسبة العام الجديد 2025 إلى الرئيس بوتين والشعب الروسي، بما في ذلك أفراد الجيش الروسي، معربًا عن استعداده لدفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق جديدة. وأشار إلى أن الزعيمين بوتين وكيم قد رفعا العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد هذا العام من خلال مشروعات مشتركة. كما تمنى كيم أن يُسجل العام الجديد 2025 كـ "عام النصر" في القرن الواحد والعشرين، حيث يأمل أن يحقق الجيش والشعب الروسي انتصارًا كبيرًا على "النازية الجديدة"، وهو ما يعكس دعم كوريا الشمالية لروسيا في سياق النزاع القائم في أوكرانيا.
وقد وقع الزعيمان بوتين وكيم معاهدة دفاع مشترك في قمة جمعتهما في يونيو/حزيران 2024، والتي تنص على تقديم الدعم المتبادل في حالة تعرض أي من البلدين لاعتداء مسلح. ومنذ توقيع المعاهدة، أرسلت كوريا الشمالية أعدادًا كبيرة من الجنود إلى روسيا للمشاركة في العمليات العسكرية ضد أوكرانيا. وكانت تقارير قد أشارت إلى أن أكثر من ألف جندي كوري شمالي قد قتلوا أو أصيبوا في هذه المعارك.
على الجانب الآخر، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ أيضًا برسالة تهنئة بمناسبة العام الجديد 2025، حيث أشاد بالعلاقات الوثيقة والثقة المتبادلة بين الصين وروسيا. وأكد شي في رسالته أن التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مختلف المجالات سيسهم في خلق فرص جديدة للتنمية. وذكر شي أن الصين وروسيا قد تحركتا "يدًا بيد" على الطريق الصحيح في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن البلدين قد عقدا "شراكة استراتيجية في عصر جديد"، وهو ما يعكس تقارب مواقفهما حيال قضايا هامة على الساحة الدولية.
وفي سياق تعزيز التعاون بين البلدين، اتفق الرئيسان في مايو 2024 على تعميق العلاقات الثنائية والتعاون في قضايا مشتركة، مثل الوضع في أوكرانيا وتايوان والعلاقات مع الولايات المتحدة. ويُتوقع أن يزور الرئيس الصيني شي جين بينغ روسيا في عام 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية.
تجدر الإشارة إلى أن الكرملين كان قد استقبل الرئيس الصيني في عام 2023 كـ "صديق عزيز" بعد حصوله على ولاية ثالثة غير مسبوقة، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الرئيس الروسي للعلاقات مع الصين في ظل الأوضاع الدولية الراهنة.