القوات الكورية الشمالية.. بين كابوس روسيا وتحديات ساحة المعركة
نشرت صحيفة "تلجراف" البريطانية، تقرير صحفي، أشارت إلى أن القوات الكورية الشمالية أصبحت تشكل "كابوسًا" حقيقيًا لروسيا بسبب ضعف تدريبها وقلة خبرتها العسكرية، خصوصًا في القتال إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك. ووفقًا للتقرير، فإن وجود هذه القوات في المعركة أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في صفوف الجنود الكوريين الشماليين الذين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أنباء عن مقتل وجرح العديد من الجنود الكوريين الشماليين في معركة كورسك، إذ أفادت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن حوالي 30 جنديًا كوريًا شماليًا قد قُتلوا أو أصيبوا في القتال الجاري في منطقة كورسك الروسية. وفي نفس السياق، ذكر سونغ كوون، عضو البرلمان الكوري الجنوبي، أنه حصل على معلومات استخباراتية تشير إلى أن ما لا يقل عن 100 جندي كوري شمالي قد لقوا حتفهم، بينما أصيب نحو 1000 آخرين في العمليات القتالية الجارية.
ورغم أن من الصعب التحقق من دقة هذه الأرقام نظرًا لطبيعة الصراع وسرية المعلومات العسكرية في هذه المعركة، فإن الصحيفة البريطانية أفادت أن هذه العمليات القتالية تُعد الأولى من نوعها التي تشارك فيها القوات الكورية الشمالية منذ حرب فيتنام، وهو ما أسفر عن بعض الاستنتاجات المثيرة للاهتمام بشأن نقاط القوة والضعف في التحالف العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، وكذلك المخاطر والفرص الدبلوماسية المرتبطة به. وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع العسكري يُظهر تحديات كبيرة قد تزعزع استقرار هذا التحالف على المدى الطويل.
الصحيفة لفتت إلى أن روسيا لم يكن لديها الوقت الكافي لاختبار القوات الكورية الشمالية قبل إرسالها إلى ساحة المعركة، حيث كانت روسيا قد قررت استدعاء هذه القوات بسرعة كبيرة بعد مرور شهرين فقط من إعلان استعدادها لمساعدة روسيا في القتال ضد أوكرانيا. وأوضحت الصحيفة أن الجنود الكوريين الشماليين وصلوا إلى موسكو مع وثائق مزورة تُظهر أنهم ينتمون إلى شعب البوريات في سيبيريا، وبدون معرفة واسعة باللغة الروسية، مع تدريب محدود جدًا في مهام مثل تطهير الخنادق.
وأضافت الصحيفة أنه يُحتمل أن تتفاقم الخسائر البشرية بين الجنود الكوريين الشماليين بسبب التحديات اللغوية والعملياتية التي تنشأ عند نشر قوات متعددة الجنسيات في ساحة القتال، حيث يصعب التنسيق الفعال بين الجنود بسبب الحواجز اللغوية والاختلافات الثقافية.
وعلى الرغم من هذا، حذرت الصحيفة من الاستهانة بالقوات الكورية الشمالية، مشيرة إلى أن هذه القوات قد تحتوي على وحدات خاصة مثل فيلق العاصفة النخبة، وهي وحدة معروفة بتدريباتها الشديدة والغير تقليدية، مثل كسر المصابيح الكهربائية بأيديهم العارية أو ضرب زملائهم بالعصي الخشبية.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الخسائر التي تلحق بالقوات الكورية الشمالية قد تمثل انتكاسات على المدى القصير، فإن ذلك لن يضعف بشكل كبير العلاقة العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية. على العكس، فإن هذه العمليات قد تساهم في تعزيز هذه العلاقة على المدى المتوسط والطويل، مما يجعل التحالف بين البلدين أكثر قوة وعمقًا في المستقبل.