لغز جنود كوريا الشمالية في أوكرانيا.. تصاعد التوترات العسكرية مع روسيا
أصبح وجود الجنود الكوريين الشماليين في أوكرانيا موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط العسكرية والإعلامية. في وقت تتجنب فيه كوريا الشمالية والكرملين التأكيد المباشر على هذا الأمر، أظهرت معلومات جديدة أن أكثر من 1100 جندي كوري شمالي قد سقطوا بين قتيل وجريح أثناء مشاركتهم في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
في بيان صادر عن هيئة الأركان الكورية الجنوبية، تم تأكيد أن حوالي 1100 جندي كوري شمالي قد خاضوا معارك مع القوات الأوكرانية، مما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة. كما أظهرت معلومات إضافية أن كوريا الشمالية قد تكون بصدد إرسال المزيد من القوات إلى روسيا في شكل تعزيزات أو لاستبدال الجنود الذين تم إرسالهم في وقت سابق.
ورصد الجيش الكوري الجنوبي أيضًا أن كوريا الشمالية تقدم دعمًا إضافيًا لروسيا من خلال توفير مسيّرات متطورة مزودة بنظام تدمير ذاتي، بالإضافة إلى قاذفات صاروخية ومدافع ثقيلة من عيار 170 و240 مليمترا. تشير هذه التحركات إلى أن بيونغ يانغ تسعى إلى تعزيز قدراتها الحربية التقليدية من خلال التعاون مع روسيا، الاستفادة من الخبرات العسكرية الروسية في مواجهة القوات الأوكرانية.
ويتوقع الخبراء العسكريون أن تساهم هذه التحركات في رفع مستوى التهديد العسكري من كوريا الشمالية تجاه كوريا الجنوبية. وعلى الرغم من أن هيئة الأركان الكورية الجنوبية قد أظهرت قلقًا من هذه التطورات، إلا أن كلًا من كوريا الشمالية وروسيا تلتزمان الصمت بشأن نشر الجنود الكوريين الشماليين في أوكرانيا.
في الوقت نفسه، أكدت تقارير غربية أن آلاف الجنود الكوريين الشماليين قد تم إرسالهم إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة لدعم الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا. ومع ذلك، لا يزال الكرملين يتجنب تقديم أي تفاصيل حول هذا الموضوع، بينما تواصل كوريا الشمالية رفض التعليق على وجود قواتها إلى جانب القوات الروسية.
وفي ديسمبر الماضي، أفاد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن القوات الروسية استخدمت بكثافة وحدات من الجيش الكوري الشمالي في منطقة كورسك الروسية، حيث تكبدت هذه القوات خسائر فادحة. في أغسطس، شن الجيش الأوكراني هجومًا في منطقة كورسك وسيطر على جزء منها، وهو ما يوضح مدى تداخل القوى العسكرية المختلفة في هذا الصراع المستمر.
على الرغم من الصمت الرسمي من جانب روسيا وكوريا الشمالية، فإن التحركات العسكرية بين البلدين تشير إلى تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ في إطار معاهدة الدفاع المشترك، التي تم توقيعها الصيف الماضي ودخلت حيز التنفيذ في الشهر الحالي. بموجب هذه المعاهدة، يتم التزام الطرفين بتقديم "مساعدة عسكرية فورية" في حال تعرض أي منهما لعدوان خارجي، وهو ما يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول الخطط المستقبلية للبلدين في ظل التطورات العسكرية المتسارعة في أوكرانيا.