تجنيد الحوثيين للقتال في أوكرانيا.. وعود كاذبة ومصير قسري في جبهات الحرب
كشف تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن عمليات تجنيد غير قانونية ينفذها الحوثيون لليمنيين لصالح الجيش الروسي، حيث يتم إغراؤهم بوظائف ذات رواتب عالية وجنسية روسية، ليتم إرسالهم إلى أوكرانيا للقتال في الخطوط الأمامية. الصحيفة أشارت إلى أن المجندين يتم تهريبهم عبر شركات مرتبطة بالحوثيين، ويجدون أنفسهم في النهاية في وضع قسري.
العملية تبدأ بالوعود الكاذبة
تقول الصحيفة إن المجندين اليمنيين، الذين سافروا إلى روسيا، تم إغراءهم بعقود عمل مغرية تشمل وظائف في مجالات مثل الأمن والهندسة، مع وعود بمرتبات مغرية تصل إلى 10 آلاف دولار بالإضافة إلى الجنسية الروسية في النهاية. إلا أن ما اكتشفوه لاحقاً كان مختلفاً تماماً، حيث تم تجنيدهم قسراً ودفعهم للقتال في أوكرانيا.
التهديد والاحتجاز القسري
أحد المجندين، الذي يدعى نبيل، قال إنه كان جزءاً من مجموعة تضم حوالي 200 يمني تم تجنيدهم في سبتمبر 2023 بعد وصولهم إلى موسكو. وأضاف نبيل أن العديد منهم لم يكن لديهم تدريب عسكري، وتم إقناعهم بالسفر إلى روسيا عبر وعود كاذبة. عندما رفضوا التوقيع على عقود التجنيد، تم تهديدهم بالمسدس، وتم إرسالهم إلى أوكرانيا حيث تلقوا تدريباً عسكرياً أولياً.
مخاطر الحرب وواقع مؤلم
أحد المجندين وصف الوضع في أوكرانيا بأنه كان كارثياً، حيث تم إرسالهم إلى غابة مليئة بالألغام، وحملوا ألواحاً خشبية لبناء ملاجئ من القنابل. بعضهم حاول الانتحار بسبب الظروف القاسية. كما تم تأكيد إصابة أحدهم في المستشفى، إلا أنه لم يتمكن من مشاركة تفاصيل إضافية.
تعاون مشبوه بين الحوثيين وروسيا
التقرير أيضاً يناقش كيفية تطور التعاون بين الحوثيين وروسيا، وهو أمر كان غير متوقع قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا. دبلوماسيون أمريكيون وصفوا هذا التعاون بأنه علامة على استعداد روسيا لتوسيع نطاق الصراع ليشمل مناطق جديدة، مثل الشرق الأوسط. من جهته، أشار ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إلى أن هذا التعاون يهدف إلى تعزيز العلاقات مع أي مجموعة معادية للولايات المتحدة في منطقة البحر الأحمر.
الاستغلال والاحتيال
التقرير يشير إلى أن الحوثيين يتاجرون بالبشر عبر هذه العمليات، حيث يتم خداع اليمنيين بوعود كاذبة، ليتم الزج بهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.