اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟ 43972 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة

صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد أوكراني جديد وتهديدات نووية روسية في قلب الحرب

تشهد الأزمة الأوكرانية تصعيدًا جديدًا مع التقارير التي أفادت بأن أوكرانيا تستعد للقيام بهجوم باستخدام صواريخ "أتاكمز" الأمريكية بعيدة المدى على الأراضي الروسية في الأيام المقبلة. وهو تطور يُعتبر تحولًا كبيرًا في سياسة الدعم العسكري الأمريكي لكييف، بعد أن وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على توفير هذه الأسلحة المتطورة.

تفاصيل الهجوم الأوكراني المتوقع
حسب وكالة "رويترز" ومصادر غربية، فإن أوكرانيا تخطط لتنفيذ الضربة الأولى باستخدام صواريخ "أتاكمز" ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، خاصة في منطقة "بريانسك" الواقعة بالقرب من الحدود الأوكرانية. الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من صباح الثلاثاء ضد "بريانسك" هو أول استخدام فعلي لهذه الصواريخ بعد الضوء الأخضر الذي منحته الإدارة الأمريكية لكييف.

هذا الهجوم جاء بعد قرار إدارة بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا، ما قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في مسار الحرب. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت عن وقوع الهجوم في "بريانسك"، فيما سارعت موسكو إلى تحديث عقيدتها النووية، مؤكدة أن أي عدوان على الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة التقليدية - حتى لو كان طرف آخر مشاركًا فيه - قد يؤدي إلى رد فعل نووي.

تأثير القرار الأمريكي على العقيدة النووية الروسية
في أعقاب الهجوم، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحديث العقيدة النووية الروسية، حيث أقر بأن روسيا تحتفظ بالحق في استخدام الأسلحة النووية في حال تعرضها لهجوم من دول غير نووية ولكن بمشاركة دولة نووية، وذلك بموجب التحديث الأخير للعقيدة التي تم الإعلان عنها. هذه الخطوة تعد بمثابة تصعيد كبير، ويُحتمل أن تؤدي إلى مزيد من التوترات في العلاقات بين روسيا والغرب.

قيود على فعالية الهجوم: القيد الجغرافي والقدرات العسكرية الأوكرانية
وفقًا لصحيفة "التليغراف" البريطانية، فإن هناك ثلاثة قيود رئيسية تحد من فعالية الضربات الأوكرانية باستخدام صواريخ "أتاكمز". أولًا، القيود الجغرافية التي تحد من قدرة أوكرانيا على استخدام الصواريخ في مناطق محددة مثل "كورسك" الروسية، وذلك للحفاظ على موطئ قدم إستراتيجي يمكن استخدامه في محادثات السلام المستقبلية. ثانيًا، صواريخ "أتاكمز" رغم قوتها، تعتبر قليلة العدد وتأخرت كثيرًا في الوصول إلى ساحة المعركة، مما يقلل من فعاليتها في الحروب ذات الطابع التكتيكي مثل الوضع في "كورسك".

أندري زاجورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، أشار إلى أن هذه الصواريخ قد تساعد في منطقة "كورسك" لكن تأثيرها سيكون محدودًا للغاية، خاصة في ظل طبيعة القتال في تلك المناطق التي تعتمد على وحدات صغيرة ونزاع مكثف في المناطق الريفية.

التوقيت وأهداف الهجوم الأوكراني
فيما يتعلق بتوقيت الهجوم، يُعتقد أن أوكرانيا تسعى لتغيير موازين القوى على الأرض قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، في يناير 2025. البعض يرى أن أوكرانيا قد تحاول إحراز تقدم ميداني لتحسين موقفها في أي مفاوضات محتملة أو تسوية مع روسيا، في وقت يُتوقع أن تسعى موسكو إلى تسويات في ظل وصول ترامب إلى سدة الحكم.

القدرات العسكرية الأوكرانية وتوقعات الهجوم على "كورسك"
العميد نضال زهوي، الخبير العسكري، أكد أن الهجوم الأوكراني المتوقع خلال الأيام المقبلة سيكون موجهًا نحو الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في الشرق الأوكراني، وبشكل خاص منطقة "الدونباس" التي تضم مقاطعات "دونيتسك" و"لوغانسك" و"زاباروجيا" و"خيرسون". كما أشار إلى أن أوكرانيا قد تستهدف أيضًا منطقة "كورسك" الروسية في خطوة تهدف إلى تغيير موازين القوى قبل تولي ترامب منصبه.

من جانب آخر، يرى محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن أوكرانيا قد تحاول فك الحصار عن قواتها في "كورسك"، التي تضم وحدات نخبة أوكرانية ومرتزقة غربيين. يعتقد الأفندي أن أوكرانيا بحاجة إلى تعزيز هجماتها باستخدام صواريخ "أتاكمز" لتحقيق أهدافها في هذه المناطق الاستراتيجية.

مستقبل الحرب وردود الفعل الروسية
وفي الوقت الذي تكثف فيه أوكرانيا هجماتها باستخدام الأسلحة الغربية، يتوقع الخبراء العسكريون أن موسكو سترد بقوة في حال تعرضت مناطقها الرئيسية إلى ضربات مؤثرة. من بين السيناريوهات المحتملة، يمكن أن تتعامل روسيا مع هذه الهجمات بشكل يتضمن اللجوء إلى السلاح النووي، خاصة إذا تعرضت مصالحها في المناطق الحدودية للهجوم المكثف.

ويمثل قرار الولايات المتحدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى يمثل تحولًا كبيرًا في سياسة الدعم العسكري الأمريكي، لكن فعالية هذه الأسلحة ستكون محدودة بناءً على القيود الجغرافية وعدد الصواريخ المتاح. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأحداث في ظل التوترات المتزايدة والتهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية.