الكرملين يرد على الضوء الأخضر الأمريكي.. تصعيد جديد في الحرب الأوكرانية
في تطور خطير على الساحة الأوكرانية، حذر الكرملين من تداعيات السماح للجيش الأوكراني باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لاستهداف الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى "وضع جديد تمامًا" في الصراع القائم. وجاء هذا التحذير بعد تقارير صحفية أفادت بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أقر السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ATACMS"، وهي صواريخ بعيدة المدى من إنتاج أمريكي.
تصريحات الكرملين
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن قرار بايدن إذا تم تأكيده رسميًا سيُعتبر خطوة غير محسوبة، واصفًا إياه بأنه "سيصب الزيت على النار" في النزاع القائم بين أوكرانيا وروسيا. وأضاف أن هذا القرار يخلق "وضعًا جديدًا تمامًا" فيما يتعلق بمشاركة الولايات المتحدة في النزاع، محذرًا من أن تداعياته قد تؤدي إلى تصعيد كبير في المعركة.
تسريبات الصحافة الأمريكية
يأتي هذا التحذير بعد تسريبات صحفية من صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أفادت بأن إدارة بايدن وافقت على السماح لأوكرانيا باستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية "ATACMS" لضرب العمق الروسي، وبشكل خاص في مناطق مثل كورسك غرب روسيا. وقال المسؤولون الأمريكيون إن القرار تم اتخاذه ردًا على التوغل الروسي المفاجئ في الأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى تداعيات التعاون الروسي مع كوريا الشمالية في النزاع.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس، قبل نحو شهرين من مغادرة الرئيس بايدن البيت الأبيض، وسط انقسامات في الإدارة الأمريكية بشأن الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا. وبينما يعتبر بعض المسؤولين في واشنطن أن هذا الدعم ضروري لمواجهة التهديد الروسي، هناك آخرون يرون أنه قد يؤجج الصراع بشكل أكبر، خاصة مع اقتراب تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي كان قد تعهد في وقت سابق بتقليص الدعم العسكري لأوكرانيا.
الردود الأوروبية
في حين أن الموقف الأمريكي قد يكون قد فاجأ البعض، فقد أكدت فرنسا على إمكانية اتخاذ موقف مماثل فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الفرنسية ضد الأراضي الروسية. فقد قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إنه "لا جديد" في هذا الأمر، مشيرًا إلى أن فرنسا كانت قد ألمحت سابقًا إلى احتمال السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ فرنسية ضد أهداف روسية في حال كانت هذه الأهداف تمثل تهديدًا مباشرًا لأوكرانيا.
وأضاف بارو أن الخيار الفرنسي يتعلق أساسًا باستخدام الأسلحة ضد المواقع التي تنطلق منها الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية، وهو تصريح كان قد أبداه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق هذا العام.
التصعيد المحتمل
تعتبر هذه التطورات مؤشرًا على تصعيد جديد في النزاع الذي دخل عامه الثالث، حيث تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الناتو إلى تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا بينما تواجه روسيا تهديدات متزايدة على جبهات متعددة. وقد تزيد الخطوة الأمريكية من الضغط على روسيا، التي سبق أن هددت بتعديل عقيدتها النووية في حال تعرضها لاعتداءات من دول غير نووية مدعومة من دول نووية.
من جانبها، أعلنت روسيا عن نشر أسلحة استراتيجية في دول صديقة مثل بيلاروسيا، في إشارة إلى استعدادها للرد على أي تصعيد في المواجهات. ومع استمرار المعارك على الأرض، يبقى السؤال حول إلى أي مدى ستتأثر توازنات القوى في المنطقة مع تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا.
قرار واشنطن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ATACMS" لاستهداف العمق الروسي يمثل تحولًا كبيرًا في الصراع، ويزيد من تعقيد المواقف الدولية في مواجهة هذا النزاع المستمر. وبينما تراقب موسكو هذا التحول بحذر، فإن التصعيد المحتمل قد يعيد تشكيل ملامح الحرب الأوكرانية، ويضيف المزيد من التعقيدات في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وبين الناتو وروسيا في الساحة الدولية.