اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

روسيا على خط التفاوض.. هل تصبح وساطة بوتين بوابة لوقف الحرب في الشرق الأوسط؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تساءلت صحيفة "المونيتور" عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادرًا على التوسط في إنهاء الحرب في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وميليشيا حزب الله، إضافة إلى التوترات في غزة. ورأت الصحيفة أن إسرائيل قد تكون مستعدة للنظر في الدفع الروسي للمشاركة في المحادثات أو في تنفيذ صفقة ما، شريطة أن توافق الولايات المتحدة مسبقًا.

وفقًا للتقرير، تسعى روسيا حاليًا إلى لعب دور في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحزب الله، بهدف التوصل إلى اتفاق من شأنه تأمين هدنة، فيما تحاول المزايدة على القيادة الدبلوماسية الأمريكية التي تتولى زمام الأمور منذ فترة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكد مسؤول روسي كبير في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية أن "موسكو مستعدة للمشاركة في المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية".

دور محدود لروسيا في الوساطة

لكن المسؤول الروسي أشار إلى أن موسكو لن تقوم بدور نشط في الوساطة المباشرة، بل ستستفيد من نفوذها في سوريا للضغط على الحكومة السورية لمنع تهريب الأسلحة من الأراضي السورية إلى لبنان، وهو ما قد يكون خطوة إيجابية من جانب روسيا في سبيل كسب ثقة إسرائيل. وأوضح التقرير أن إسرائيل قد تكون مستعدة لقبول هذه المبادرة، خاصةً في ظل التهديد المستمر لميليشيا حزب الله المدعومة من إيران.

من جانبه، أشار الرئيس الروسي بوتين في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني إلى أن بلاده على اتصال مع جميع الأطراف المعنية في الصراع بالشرق الأوسط، دون أن يحدد ما إذا كان يشير إلى لبنان فقط أم إلى قطاع غزة أيضًا، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية أن تشمل الوساطة الروسية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إسرائيل وروسيا: علاقة معقدة

في السياق الإسرائيلي، أفادت الصحيفة بأن هناك دلائل على استعداد إسرائيل لإشراك روسيا في اتفاق مستقبلي محتمل مع حزب الله. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد أفادت بأن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد زار روسيا في زيارة سرية الأسبوع الماضي، في خطوة قد تكون جزءًا من الجهود الإسرائيلية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان.

على الرغم من العلاقات الجيدة التي كانت تجمع روسيا وإسرائيل، فإن هذه العلاقة شهدت توترًا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إثر تصاعد الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا، حيث تتمتع روسيا بوجود عسكري قوي. في ذات الوقت، أعربت إسرائيل عن قلقها بشأن التعاون العسكري المتزايد بين روسيا وإيران، لا سيما في ظل دعم طهران لموسكو في حربها ضد أوكرانيا، وتزويدها لروسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها ضد الأهداف الأوكرانية.

تدخل روسي محفوف بالمخاطر

ورغم هذه التوترات، أشار تقرير الصحيفة إلى أن احتمال إشراك روسيا في محادثات حول لبنان يمثل خطوة مفاجئة بالنظر إلى موقف موسكو العدائي تجاه إسرائيل منذ بداية شهر أكتوبر. في هذا السياق، حذر بعض الخبراء الإسرائيليين من أن التدخل الروسي قد يشكل خطرًا على المصالح الإسرائيلية في المنطقة.

وأوضح شاي هار تسفي، من معهد السياسة والإستراتيجية في جامعة رايخمان، أن "إسرائيل يجب أن تتعامل مع روسيا كخصم، إذ أن مصالح موسكو في المنطقة تتعارض مع المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية، ويمكن أن تضر بها". من جهته، اتفق أركادي ميل مان، رئيس برنامج روسيا في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، مع الرأي نفسه، مشيرًا إلى أن إسرائيل تخاطر بشكل كبير إذا قررت إشراك روسيا في مفاوضات اتفاق محتمل مع حزب الله.

التدخل الروسي: مشروط ومحدود

في الختام، خلص تقرير "المونيتور" إلى أن روسيا قد لا تملك النفوذ الكافي على إيران أو على ميليشيا حزب الله لدفعهما نحو اتفاق مع إسرائيل. إلا أن موسكو قد تكون قادرة على التأثير على سوريا لوقف تهريب الأسلحة إلى لبنان، بالإضافة إلى دورها المحتمل في الوساطة مع حركة حماس، التي تربطها علاقات وثيقة مع روسيا، وخاصة في ملف الرهائن الإسرائيليين في غزة. لكن دخول موسكو في هذه المفاوضات يعتمد بشكل كبير على موافقة الولايات المتحدة، التي تظل الداعم الرئيسي لإسرائيل في هذه الأوقات الحساسة.

موضوعات متعلقة