غزة تحت حصار الموت.. إبادة جماعية وتجاهل دولي وسط صرخات الاستغاثة
ما زالت إسرائيل تواصل ارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث تستمر في حصار القطاع وتدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والملاجئ التي يحاول السكان الاحتماء فيها من القصف والموت. وفي الوقت نفسه، تمنع قوات الاحتلال وصول الطعام والماء والدواء إلى المدنيين المحاصرين، وتعرقل عمل فرق الدفاع المدني في انتشال جثامين الشهداء من الشوارع.
وفي هذا السياق، طالب الدفاع المدني الفلسطيني في غزة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك الفوري للاستجابة لنداءات الاستغاثة التي يوجهها آلاف المواطنين في شمال القطاع، والذي يعاني من استمرار الجرائم الإسرائيلية. وأوضح الدفاع المدني أن فرق الإنقاذ ما زالت معطلة بشكل قسري نتيجة الاستهداف المستمر من قبل الاحتلال، مما ترك آلاف المواطنين بدون أي استجابة إنسانية أو دعم طبي.
وفي جانب آخر من المعاناة، حذرت بلدية خان يونس، جنوب قطاع غزة، من تداعيات توقف إمدادات الوقود، مشيرة إلى أن هذا التوقف المستمر منذ أسبوع يهدد حياة أكثر من 1.2 مليون شخص في المدينة. وقالت البلدية في بيان لها إن هذا التوقف سيؤدي إلى تعطيل تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية، مما يحرمهما من الحصول على مياه صالحة للشرب. كما حذرت من كارثة بيئية وصحية جراء توقف محطات الصرف الصحي، مما قد يؤدي إلى تدفق مياه الصرف في الشوارع وانتشار الأمراض والأوبئة بين السكان.
ودعت البلدية المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي دمرت جميع قطاعات الحياة. كما طالبت بالضغط على إسرائيل لاستئناف إمدادات الوقود وضمان إدخال الآليات وقطع الغيار اللازمة للحفاظ على منظومة الخدمات الأساسية في المدينة.
من جانبه، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن جرائم إعدامات ميدانية وتجويع وتهجير قسري يرتكبها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة. وأشار في بيان إلى أنه وثق عشرات الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المدنيين في شمال القطاع، بما في ذلك قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتلهم جماعياً، فضلاً عن استهداف النازحين في مراكز الإيواء والمركبات المدنية. كما وثق المرصد مقتل المدنيين خالد الشافعي (58 عامًا) ونجله إبراهيم (21 عامًا) داخل منزلهما في بلدة بيت لاهيا جراء إطلاق النار عليهما من قبل جنود الاحتلال.
وأوضح المرصد أن آلاف الفلسطينيين المحاصرين في شمال قطاع غزة يعانون من الجوع والخوف، وأصبح من الصعب نقل المصابين للعلاج في ظل الحصار والقيود المفروضة على فرق الإغاثة الطبية. وأشار إلى أن العديد من الشهداء سقطوا تحت الأنقاض بسبب القصف الإسرائيلي، بينما منعت قوات الاحتلال فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية من الوصول إلى المناطق المتضررة منذ 25 يومًا.
وأكد المرصد أن استمرار الصمت الدولي حيال هذه المجازر يضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في موقف شريك في تلك الجرائم، ويمثل ضوءًا أخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من الفظائع. وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف الإبادة الجماعية في غزة، وفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل، ومحاسبتها على جرائمها.
الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مستمرًا في تنفيذ سياساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، في وقت يزداد فيه الوضع الإنساني تفاقمًا مع غياب أي تدخل حاسم من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم وحماية المدنيين.