فلسطين بين الألم والصمود.. العالول يجدد العهد على ضريح عرفات

مع حلول عيد الفطر المبارك، تحولت مظاهر الاحتفال في فلسطين إلى مناسبة تحمل في طياتها الحزن والألم، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية. وفي خطوة رمزية تعكس الوفاء للقيادة التاريخية ولدماء الشهداء، وضع محمود العالول، نائب رئيس حركة "فتح"، إكليلًا من الزهور على ضريح القائد الشهيد ياسر عرفات، نيابة عن الرئيس محمود عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
التأكيد على الاستمرار في النضال
في كلمته المتلفزة التي بثها تلفزيون فلسطين، أكد العالول أن عيد الفطر يحمل طابعًا مختلفًا للشعب الفلسطيني، إذ يأتي وسط معاناة مستمرة بسبب الاحتلال وجرائمه في غزة والضفة، إضافة إلى الاعتداءات المستمرة على القدس والمسجد الأقصى. وأكد أن الشعب الفلسطيني، رغم الألم والمآسي، سيظل صامدًا حتى تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال، مجددًا العهد للشهيد ياسر عرفات ولكافة الشهداء على مواصلة المسيرة النضالية.
تصاعد العدوان في غزة: قصف وقتل في أول أيام العيد
في الوقت الذي كان الفلسطينيون يحيون العيد بمرارة، استمرت آلة الحرب الإسرائيلية في حصد المزيد من الأرواح. فمنذ فجر الأحد، شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث قُتل أربعة فلسطينيين إثر قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة قيزان أبو رشوان، جنوب مدينة خان يونس. كما أسفر قصف الاحتلال على منزل في جباليا شمال القطاع عن استشهاد مدنيين آخرين، إضافة إلى إصابات عديدة جراء غارة نفذتها طائرة مسيّرة في منطقة خربة العدس شمال رفح.
جرائم الاحتلال
حمل رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، يونس الخطيب، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة تسعة مسعفين محاصرين منذ ثاني أيام عيد الفطر في تلة السلطان برفح.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمام مقر الجمعية في البيرة، أوضح الخطيب أن مصير المسعفين لا يزال مجهولًا، بعدما فقد الاتصال بهم منذ نحو أسبوع، أثناء محاولتهم تقديم الإسعافات الأولية في منطقة تعرضت للقصف الإسرائيلي.
أكد الخطيب أن الاحتلال يماطل في السماح لطواقم الهلال الأحمر بالوصول إلى المنطقة لمعرفة مصير زملائهم، مشددًا على أن استهداف المسعفين وشارتهم الدولية يمثل جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي. كما كشف أن قوات الاحتلال دمرت 34 مركبة إسعاف منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، مما يعطل جهود الإغاثة الإنسانية.
طالب الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف، باتخاذ خطوات جادة لحماية الطواقم الطبية وضمان احترام القوانين الدولية التي تكفل عدم استهداف المسعفين. كما جدد دعوته للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الكوادر الطبية والمدنيين الفلسطينيين.
أرقام كارثية
وفقًا للمصادر الطبية، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 إلى 50,277 شهيدًا وأكثر من 114,095 مصابًا، مما يعكس حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها سكان القطاع. الأرقام المفزعة لا تعكس فقط الخسائر البشرية، بل تشير أيضًا إلى أزمة إنسانية كارثية تتفاقم يومًا بعد يوم، وسط استمرار الحصار وانعدام سبل الحياة الأساسية.
فلسطين تواجه الاحتلال بعزيمة لا تلين
في ظل هذه التطورات، يبرز عيد الفطر كمحطة أخرى تؤكد أن الفلسطينيين يعيشون بين الحداد والصمود، بين فقدان الأحبة والتمسك بالحق في الحياة والحرية. فبينما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية هجماتها، يؤكد الفلسطينيون تمسكهم بحقهم المشروع في تقرير المصير، مستمدين قوتهم من تضحيات الشهداء وصمود الأحياء.