قمة بريكس في قازان.. محاولة لإعادة تشكيل النظام العالمي في ظل الأزمات الراهنة
تتجه أنظار العالم نحو قمة "بريكس" المنعقدة حاليًا في مدينة قازان، حيث تسعى الدول المشاركة إلى إيجاد تسويات تتعلق بالصراعات المستمرة في كل من غزة وأوكرانيا. بحسب تقرير مجلة "فورين بوليسي"، تأمل روسيا في استخدام هذه القمة لتحدي النظام العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مواجهة الجهود الغربية الرامية لعزل موسكو بسبب تداعيات حربها في أوكرانيا.
تعتبر قمة "بريكس" فرصة ملائمة لإعادة النظر في الاعتماد العالمي على النظام المصرفي الذي يسيطر عليه الدولار الأمريكي. ومن المتوقع أن تقوم كل من الصين والبرازيل باستخدام هذه المنصة لتعزيز مقترح السلام المشترك الذي يتكون من ست نقاط، والذي تم طرحه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، رغم المعارضة التي واجهها من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
كما انتقدت الصين وروسيا الإجراءات الإسرائيلية في مناطق النزاع بجنوب لبنان وقطاع غزة، حيث دعتا إلى ضرورة وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أن تسهم هذه القمة في إبراز دور موسكو على الساحة العالمية، مؤكدًا أن روسيا ليست وحدها في مواجهتها.
تُعتبر هذه القمة هي الأولى للكتلة منذ أن تضاعف عدد أعضائها تقريبًا في وقت سابق من هذا العام، مما يجعلها أكبر تجمع دولي يستضيفه بوتين منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022. وأشار بوتين إلى أن الدول الأعضاء والمراقبين في القمة ستكون "عنصرًا جوهريًا في النظام العالمي الجديد"، حيث تسعى أكثر من 30 دولة للانضمام إلى الكتلة أو التعاون معها.
بوتين يعلن عن اهتمام أكثر من 30 دولة بالانضمام إلى "بريكس"
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال افتتاح قمة "بريكس" السادسة عشرة في قازان، عن رغبة أكثر من 30 دولة في الانضمام إلى المجموعة، مؤكدًا أن "تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب جارٍ حاليًا".
وفي كلمته أمام زعماء الدول الأعضاء، التي تضم الصين والهند، أشار بوتين إلى أن القمة ستناقش مسألة التوسع، مع ضرورة الحفاظ على كفاءة المجموعة. وأكد أن المسار نحو هذا النظام الجديد هو "ديناميكي ولا رجعة فيه".
وذكر بوتين أن الدول المشاركة في القمة تتحمل مسؤوليتها تجاه الوضع العالمي الحالي، قائلًا: "لا بالأقوال، وإنما بالأفعال". وأوضح أن الدول الأعضاء تسعى لتعزيز المساواة وحسن الجوار والاحترام المتبادل، من أجل تحقيق رخاء العالم ورفاهيته.
واقترح الرئيس الروسي مناقشة الجوانب الأكثر صلة بالأجندة العالمية، بما في ذلك التعاون بين دول "بريكس" في حل النزاعات الإقليمية. وحدد بوتين ثلاثة مجالات رئيسية للتعاون، هي: السياسة والأمن، والاقتصاد والشؤون المالية، والاتصالات الثقافية والإنسانية.
كما اقترح بوتين إنشاء بورصة مخصصة لتداول الحبوب بين الدول الأعضاء، مع إمكانية توسيعها لاحقًا لتشمل سلعًا أخرى. وأكد أن هذه البورصة ستساعد في حماية التجارة بين دول المجموعة والدول الأخرى في الجنوب العالمي من التقلبات الكبيرة في الأسعار.