اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

تحالف ”فاغنر” الروسية والقوات المالية على المحك وسط خلافات متزايدة

قوات فاجنر الروسية
قوات فاجنر الروسية

كشف تقرير لمجلة "جون أفريك" عن توتر العلاقات بين مرتزقة "فاغنر" الروسية والقوات المسلحة المالية، ما يلقي بظلال من الشك حول استمرار تحالفهما الإستراتيجي. هذا التوتر ظهر جليًا عقب عملية مشتركة في منطقة "تينزواتين"، التي أثارت شكوكًا حول مدى نجاح التعاون بين الطرفين، حيث تشير تقارير إلى احتمال مغادرة بعض العناصر الروسية البلاد قريبًا.

العملية المشتركة، التي أُطلق عليها اسم "الانتقام"، بدأت في أكتوبر بهدف الرد على هجوم تعرّضت له قافلة روسية مالية في يوليو الماضي من قبل متمردي "الإطار الإستراتيجي الدائم" و"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين". ورغم التوقعات بمواجهة كبيرة، انتهت العملية دون معارك فعلية، مما أثار تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لها.

عملية غير مكتملة

أشار بيان الجيش المالي إلى أن العملية كانت تهدف إلى "السيطرة على المنطقة"، ما قلل من الطابع العقابي المتوقع. وبعد عشرة أيام، عادت القوات إلى كيدال، فيما أوضحت التقارير أن الهدف الرئيسي للعملية كان استعادة رفات الجنود الذين سقطوا في هجوم يوليو. هذه النتائج أثارت تساؤلات حول فعالية العملية والهدف من إطلاقها.

احتدام الخلافات حول الاحترافية

أعرب متمردو "الإطار الإستراتيجي الدائم" عن اعتقادهم بأن العملية أسفرت فقط عن استعادة جثث روسية، وهو ما نفته القوات المالية. ومع ذلك، أشارت مصادر إلى تصاعد الاستياء بين مرتزقة "فاغنر" تجاه القوات المالية، حيث انتقد ممثلو "فاغنر" بطء اتخاذ القرارات من قِبل الضباط الماليين، وعدم الحسم في اللحظات الحرجة، بالإضافة إلى نشر تفاصيل العمليات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي سلوكيات وصفها الروس بـ"غير الاحترافية"، ودفعت البعض إلى السخرية من القوات المالية عبر منصات مثل "تيليغرام".

مستقبل التحالف غير واضح:

بعد وفاة يفغيني بريغوجين، زعيم مجموعة "فاغنر"، زادت التساؤلات حول مستقبل المجموعة في أفريقيا. ووفقًا للتقرير، شهدت أنشطة "فاغنر" تحولات، حيث تم تغيير اسمها إلى "الفيلق الأفريقي"، وأعلنت بعض وحداتها، مثل لواء "الدب"، انسحابها من مناطق في الساحل مثل بوركينا فاسو.

وخلص التقرير إلى أن مستقبل "فاغنر" في مالي غير مؤكد، وسط تكهنات بأن المجموعة قد تغادر لتعزيز العمليات الروسية في أوكرانيا أو التركيز على مناطق أخرى في أفريقيا مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تتمتع روسيا بمصالح أكثر استقرارًا.

النفوذ الروسي في الساحل الأفريقي يواجه تحديات بعد تكبد خسائر فادحة في مالي

بعد تكبد مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية خسائر فادحة في مالي بمقتل حوالي 94 من عناصرها، تواجه روسيا معادلة صعبة في منطقة الساحل الأفريقي، حيث تصاعدت الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة، مما يضع النفوذ العسكري الروسي على المحك.

منذ طرد القوات الفرنسية والغربية من مالي، بوركينا فاسو، والنيجر عقب الانقلابات العسكرية في هذه الدول، تمكنت روسيا من فرض وجود عسكري قوي عبر مرتزقة "فاغنر". غير أن هذا النفوذ بات مهدداً، وفقاً لمحللين، نتيجة فشل تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض في مواجهة الهجمات المستمرة من الجماعات المسلحة، مما يضع الاستراتيجية الروسية في المنطقة في موضع تساؤل.

يشير مراقبون إلى أن التحديات الأمنية المتصاعدة قد تؤدي إلى تقويض السيطرة الروسية في المنطقة، حيث أن الفشل في تحقيق الاستقرار قد يدفع بعض الدول الأفريقية إلى إعادة التفكير في تحالفاتها الأمنية والسياسية.

موضوعات متعلقة