زيارة رئيس الأركان الجزائري إلى موريتانيا.. تحالف أمني جديد لمواجهة تحديات الساحل المتصاعدة
بدأ رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، زيارة رسمية إلى موريتانيا اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة من نظيره الموريتاني الفريق المختار بله شعبان، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية. تأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه المخاطر الأمنية في منطقة الساحل، ما يدفع البلدين إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني.
وفقًا لصحيفة "النهار أونلاين" الجزائرية، استقبل الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، شنقريحة الذي سلم رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون. وأكد شنقريحة أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تحمل فرصًا واعدة للتعميق والتطوير.
وزارة الدفاع الجزائرية أفادت أن المحادثات بين شنقريحة وشعبان ستتناول قضايا ذات اهتمام مشترك، دون الكشف عن تفاصيل محددة أو مدة الزيارة. إلا أن خبراء رجحوا أن النقاشات ستركز على الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل، التي تشهد توترات متزايدة، لا سيما في مالي.
وتسعى الجزائر إلى تعزيز علاقاتها مع موريتانيا في ظل تصاعد عزلتها الإقليمية، بعد توتر علاقاتها مع كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو. تُعتبر موريتانيا بوابة استراتيجية للجزائر لاستعادة نفوذها في المنطقة، في ظل المخاوف الأمنية المتزايدة، خاصة مع تصاعد المواجهات بين الجيش المالي والانفصاليين الطوارق، وتداعيات إلغاء اتفاق السلام الذي رعته الجزائر.
كما تُثار مخاوف من توسع نشاط الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي القاعدة و"داعش" عبر الحدود الطويلة التي تتقاسمها موريتانيا مع مالي، والتي تزيد عن ألفي كيلومتر. ويمثل ملف الهجرة غير الشرعية تحديًا مشتركًا آخر بين البلدين، إذ تستضيف موريتانيا عشرات الآلاف من اللاجئين الماليين، فيما تعاني الجزائر من ارتفاع عدد المهاجرين الأفارقة، الذي وصل إلى 112 ألفًا في 2023، وسط انتقادات حقوقية لعمليات الترحيل المتكررة.
تأتي زيارة شنقريحة في إطار الجهود الجزائرية لتعزيز التنسيق الأمني الإقليمي، مع تطلعها إلى لعب دور أكثر فاعلية في احتواء التوترات في منطقة الساحل.
التعاون الأمني بين الجزائر وموريتانيا.. من التوتر إلى الشراكة الاستراتيجية
شهد التعاون الأمني بين الجزائر وموريتانيا تطورًا ملحوظًا منذ مطلع العام الحالي، بعد إطلاق منطقة للتبادل الحر وفتح معبرين حدوديين في تندوف جنوب غربي الجزائر بهدف تعزيز التجارة. وشهدت الحدود حركة نشطة للأفراد والسلع، خاصة بعد تنظيم "معرض المنتجات الجزائرية" في نواكشوط في مارس الماضي.
ورغم الخلافات التي نشبت في عام 2016، بسبب إقصاء الجزائر من تشكيل وحدة عسكرية مشتركة لدول "مجموعة الساحل 5" المعنية بمكافحة الإرهاب، إلا أن الحوار العسكري بين البلدين استؤنف لاحقًا بفضل وساطة تونسية، مما أعاد العلاقات الأمنية إلى مسارها الطبيعي.