اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

موزمبيق على مفترق طرق.. انتخابات مصيرية تحت ضغط التوتر والفقر

انتخابات موزمبيق
انتخابات موزمبيق

تشهد موزمبيق، اليوم الأربعاء، انتخابات عامة تحمل توترًا ملحوظًا، مع توقعات بفوز حزب فريليمو الحاكم الذي يسيطر على البلاد منذ عام 1975. يتنافس أربعة مرشحين على خلافة الرئيس فيليبي نيوسي، الذي ينهي فترتين رئاسيتين.

المرشح المفضل للفوز هو دانييل تشابو، 47 عامًا، المحامي الذي يُنظر إليه كخيار آمن للأعمال ووجه جديد في الحزب الحاكم. حيث زُينت شوارع مابوتو بأعلام فريليمو الحمراء وملصقات تحمل صور تشابو، بينما غابت ملصقات المعارضة عن الأفق.

يواجه تشابو تحديات من فينانسيو موندلين، المرشح المستقل الكاريزمي الذي يجذب حشودًا ضخمة، بالإضافة إلى قائد المتمردين السابق أوسوفو مومادي وزعيم حزب معارض صغير، لوتيرو سيمانجو.

منذ السماح بإجراء الانتخابات لأول مرة عام 1994، اتُهم حزب فريليمو بتزوير الانتخابات، وهو ما ينفيه. بينما تأتي قوات المتمردين التي تحولت إلى حزب رينامو في المرتبة الثانية عادة بفارق كبير.

المحلل ديرسيو ألفازيما أشار إلى أن موندلين يمثل تحديًا للمرشحين، لكنه يفتقر إلى شبكة الأحزاب الراسخة وقد يواجه صعوبات في حصد الأصوات بالمناطق الريفية. وأكد أن هذه الانتخابات تشهد ظهور جهات فاعلة جديدة، إلا أن فريليمو يحتفظ بفرص قوية للفوز.

ستبدأ عملية فرز الأصوات بعد إغلاق مراكز الاقتراع الساعة السادسة مساء (1600 بتوقيت جرينتش)، لكن قد تستغرق النتائج الرسمية ما يصل إلى أسبوعين. من المحتمل أن تؤدي النتائج المتنازع عليها إلى احتجاجات مشابهة لتلك التي اندلعت بعد فوز فريليمو في الانتخابات البلدية السابقة.

تمثل قضايا الفقر والتمرد في شمال البلاد تحديات رئيسية لسكان موزمبيق البالغ عددهم 35 مليون نسمة، حيث يتطلع نحو نصفهم إلى الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات الحاسمة.


موزمبيق تحت ضغط التطرف والفساد.. انتخابات تتطلع إلى الأمل في ظل التحديات المستمرة


تخوض موزمبيق معركة صعبة ضد جماعة متطرفة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، التي شنت هجمات عنيفة في مقاطعة كابو ديلجادو منذ عام 2017. وقد شهدت المنطقة أعمال عنف مروعة، بما في ذلك قطع رؤوس المواطنين، مما أدى إلى نزوح نحو 1.3 مليون شخص، عاد 600 ألف منهم فقط إلى منازلهم، لكن في ظل ظروف مدمرة حيث فقدت المجتمعات منازلها وأسواقها ومرافقها الصحية.

ويتعهد المرشحون في الانتخابات الحالية بمواجهة التحديات التنموية التي تفاقمت بفعل التمرد، مثل إيقاف مشروع غاز حيوي لشركة طاقة فرنسية شهيرة، والذي تعطل نتيجة لأعمال العنف. وتواجه البلاد مستويات مرتفعة من البطالة والجوع، حيث يواجه 1.3 مليون شخص نقصًا حادًا في الغذاء، تفاقمت الأوضاع بفعل الجفاف.

إضافة إلى ذلك، ارتبط حزب فريليمو الحاكم بفضائح فساد، مثل فضيحة "سندات التونة"، التي أدت إلى سجن وزير المالية السابق بتهمة تلقي رشاوى. وقد نتج عن هذه القروض المنهوبة ديون خفية بلغت قيمتها 2 مليار دولار، مما أدى إلى أزمة مالية عميقة مع توقف صندوق النقد الدولي عن تقديم الدعم.

مع اقتراب الانتخابات، يبقى الأمل معقودًا على التغيير في هذه الظروف القاسية، حيث يتطلع المواطنون إلى قادة جدد يمكنهم إعادة بناء البلاد وتحقيق الاستقرار.