اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

أصوات التاريخ.. كيف تعيد الانتخابات الأمريكية إحياء الناخبين من أصول شرق ووسط أوروبا؟

هاريس وترامب
هاريس وترامب

تستعد الحملات الانتخابية الأمريكية حاليًا لتسليط الضوء على الفئات العرقية المختلفة، في سباق متقارب حيث يصبح لكل صوت وزن خاص. وفي هذا الإطار، يتصارع المرشحون على جذب انتباه الناخبين من أصول مختلفة، بما في ذلك الناخبين اللاتينيين، لكن هناك تحول ملحوظ في الاهتمام بالناخبين من أصول وسط وشرق أوروبية، الذين لم يعد لهم دور بارز في الحسابات الانتخابية لعقود.

مع اقتراب الانتخابات، تغيرت الديناميات بشكل واضح، كما ظهر في المناظرة الرئاسية التي جرت في فيلادلفيا في 10 سبتمبر، عندما توجهت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس، مباشرة إلى "800 ألف أمريكي بولندي" يقيمون في بنسلفانيا. واستخدمت هاريس خطابًا قويًا لتسليط الضوء على التهديدات التي تشكلها روسيا، محذرة من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ديكتاتور سيأكلك على الغداء"، معتبرة أن بولندا "ستكون الهدف التالي للكرملين إذا فازت روسيا في أوكرانيا".

تضم الولايات الرئيسية التي من المرجح أن تحسم نتيجة انتخابات نوفمبر مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، أعدادًا كبيرة من الأمريكيين البولنديين والأوكرانيين والتشيكيين والهنغاريين والسلوفاكيين والبلطيقيين. قبل انهيار الستار الحديدي في عام 1989، كانت هذه المجموعات تمثل قوة انتخابية مهمة، وعادة ما كانت تدعم المرشحين الجمهوريين الذين تعهدوا بأن يكونوا صارمين مع موسكو، نظرًا لأن دولهم كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي في ذلك الوقت.


نهاية الحرب الباردة

ومع نهاية الحرب الباردة وتراجع السيطرة السوفياتية، باتت هذه المجتمعات بعيدًا عن دائرة اهتمام الاستراتيجيين السياسيين في الحملات الرئاسية الأمريكية. لكن اليوم، ومع تصاعد الحرب الشاملة التي تشنها روسيا على أوكرانيا، عاد مصير دول وسط وشرق أوروبا إلى الواجهة، حيث يتحدث القادة في بولندا والتشيك ودول البلطيق عن ما يطلقون عليه "الخطر الروسي" على بلدانهم إذا لم يتم إيقاف الحرب في أوكرانيا.

في بنسلفانيا، التي تعتبر واحدة من أهم الولايات المتأرجحة وتتمتع بـ19 صوتًا انتخابيًا، يمكن أن يؤثر التحول البسيط في أصوات الأمريكيين البولنديين (حوالي 800,000) والأوكرانيين (أكثر من 100,000) بشكل حاسم على نتائج الانتخابات.

يشير تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" إلى أن التهديد لسيادة الدول الأصلية لبعض الأمريكيين من أصول شرق أوروبية قد يكون له تأثير كبير على خياراتهم الانتخابية، خاصة بين الناخبين المولودين في الخارج والجيل الأول من الناخبين. حتى بين الناخبين الذين لا تربطهم صلة مباشرة بأراضي أجدادهم، فإن عدم الثقة في روسيا يتعمق.

الجهود التي بذلتها هاريس في التواصل مع الناخبين من أوروبا الشرقية بدأت خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو في أغسطس/آب، حيث تناولت مجموعة من المتحدثين في مجال الأمن القومي التهديد الروسي في أوكرانيا. في خطابها، أوضحت هاريس أنها ستقف بقوة إلى جانب أوكرانيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

خلال المناظرة، على عكس ترامب الذي تجنب إعطاء إجابة واضحة حول دعم أوكرانيا، أكدت هاريس موقفها الثابت في دعم كييف، موضحة أن ترامب، الذي ادعى أنه يمكن إنهاء الحرب خلال 24 ساعة، سيتخلى عن أوكرانيا، وهو ما يتعارض مع المبادئ الأمريكية.

أولانا مازوركيفيتش، أمريكية من أصول أوكرانية، تعيش في بنسلفانيا، أكدت أن الناخبين من أوروبا الشرقية يمكن أن يكونوا مهمين في السباق الانتخابي، حيث تدعو إلى توجيه رسالة واضحة لهؤلاء الناخبين حول أهمية دعم أوكرانيا.

هذا التركيز على الأمن الأوروبي من قبل مرشحة ديمقراطية يحمل سابقة تاريخية، حيث أدرك بيل كلينتون في عام 1992 أهمية أحداث أوروبا الشرقية والوسطى بالنسبة للناخبين من تلك المناطق بعد انتهاء الحرب الباردة. وقد أدت تلك الاستراتيجية إلى فوز كلينتون في ولايات كانت قد دعمت الجمهوريين سابقًا.

اليوم، تعيد هاريس تذكير الناخبين بأهمية الأمن في أوروبا الشرقية، مشيرة إلى الخطر الروسي. تدعم حملتها أيضًا جولة بالحافلة في بنسلفانيا لاستهداف المجتمعات البولندية والأوروبية الشرقية، في حين يحاول ترامب تقديم نفسه كمدافع عن مصالح هذه الجاليات، رغم انتقاده لدعم أوكرانيا.

في ظل هذا السياق، باتت أصوات الأمريكيين البولنديين والأوكرانيين والتشيكيين والهنغاريين والبلطيقيين تعود إلى بؤرة الاستراتيجيات الانتخابية في عدد قليل من الولايات المتأرجحة. ومع ارتفاع الرهانات وتقارب السباقات الانتخابية، قد توفر التحولات الطفيفة بين هذه الدوائر الانتخابية المحافظة ثقافيًا هامش النصر الحاسم في 5 نوفمبر.