اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

سياسة الحلقات الضيقة.. كيف يسيطر نتنياهو على بايدن ويؤثر على مصير الانتخابات الأمريكية؟

نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقريرها تأثير سياسة "تضييق الحلقات" التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي جو بايدن، معتبرة أن هذه السياسة قد تضعف فرص نائبته كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو استطاع أن يفرض سيطرته على المشهد السياسي في واشنطن، مما يجعل بايدن في موقف صعب، خصوصًا مع التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط بعد التوغل في لبنان. وأشار التقرير إلى كيف أن نتنياهو، منذ فترة طويلة، يتلاعب بالعلاقات الأمريكية لصالحه، مما يثير قلق المراقبين.

كما تطرق التقرير إلى مواقف سابقة لرؤساء أمريكيين، مشيرًا إلى أن لا أحد منهم تمكن من فرض موقفه على نتنياهو كما فعل الأخير مع بايدن. وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، حذر بعض المحللين من أن الأحداث في المنطقة قد تؤثر بشكل كبير على الانتخابات الأمريكية القادمة، حيث تقترب البلاد من موعد حاسم في 5 نوفمبر.

تظهر هذه الديناميكيات العلاقة المعقدة بين السياسة الأمريكية والإسرائيلية، وكيف أن الأوضاع الإقليمية قد تلعب دورًا محوريًا في تشكيل السياسات الداخلية في الولايات المتحدة.


الصراع بين إيران وإسرائيل


تظهر الأحداث الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث أطلقت إيران 180 صاروخًا على إسرائيل ردًا على مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله. رغم عدم وقوع إصابات، اخترقت بعض الصواريخ نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، مما يزيد من التوترات.

يشير التقرير إلى عدم ضغط إدارة بايدن على نتنياهو للتهدئة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على فرص كامالا هاريس في الانتخابات القادمة. في الوقت نفسه، يبدو أن نتنياهو مستمر في تنفيذ سياساته العسكرية دون اعتبار للتحذيرات الأمريكية، مما يعكس تفوقه في اللعبة السياسية.

كما أن هناك تخوفات من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى زيادة أسعار النفط وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي في وقت حرج. مع اقتراب الانتخابات، يُعتبر أي تصعيد في الشرق الأوسط تحديًا كبيرًا لبايدن، الذي يسعى للتقليل من الارتباط بالمنطقة.

وفي سياق الأحداث، ينظر إلى نتنياهو على أنه "هوديني" السياسة الإسرائيلية، حيث يتمكن دائمًا من البقاء في السلطة رغم الأزمات. وبالرغم من الضغوطات، لا يزال نتنياهو متمسكًا بموقفه من عدم الرغبة في التوصل إلى حلول طويلة الأمد مع الفلسطينيين، مما يزيد من تعقيد المشهد.

الحديث عن إمكانية إسقاط النظام الإيراني يشير إلى تصعيد متوقع في الصراع، حيث تُعتبر هذه الاستراتيجيات ذات طبيعة خطرة. مع وجود قلق متزايد بشأن ما ستؤول إليه الأمور، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل العلاقات بين إيران وإسرائيل، وتأثيرها على السياسة الأمريكية.

تتزايد المخاوف في الأوساط الأمريكية بشأن سياسة بايدن تجاه نتنياهو، حيث تبرز الغارات الإسرائيلية على حزب الله كخطوة تعزز موقف نتنياهو داخليًا، مما يمكّنه من العودة بالنازحين الإسرائيليين إلى شمال البلاد. تُظهر العمليات العسكرية الجديدة قدرة إسرائيل على إعادة توازن القوى في المنطقة، وهو ما يحظى بتأييد كبير من الرأي العام الإسرائيلي.

لكن في خضم هذا التصعيد، يعاني بايدن من ضغوط كبيرة. فقد وعد بتقليل الارتباطات العسكرية في الشرق الأوسط، ولكنه يجد نفسه الآن في موقف صعب، حيث يتعين عليه مواجهة تبعات الصراع المتزايد، بما في ذلك زيادة عدد القوات الأمريكية في المنطقة. يشعر الديمقراطيون بالقلق من أن فشل بايدن في كبح جماح نتنياهو قد يؤثر سلبًا على فرص كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة.

بعد الهجوم على حماس، كان بايدن يأمل في تحقيق هدفين رئيسيين: وضع خطة شاملة لحكم غزة تمهد الطريق لحل الدولتين، ووقف اتساع نطاق الصراع. ومع ذلك، يبدو أن كلا الهدفين يواجهان صعوبة كبيرة في التحقيق، مما يزيد من احتمالات فشل إدارة بايدن ويهدد إرثه السياسي.

إذا استمرت الاضطرابات حتى موعد الانتخابات، فإن ذلك قد يُسهم في فتح الباب لعودة ترامب، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لبايدن وحزبه.