حزب الله بين مطرقة الاختراقات وسندان الاغتيالات.. ضربة تلو الأخرى تهز أركانه
تتزايد الضربات الإسرائيلية الموجهة لحزب الله اللبناني، التي أسفرت عن مقتل قياداته البارزة واحداً تلو الآخر، مما يعكس مستوى الاختراق الأمني الذي يعانيه الحزب في الفترة الأخيرة.
أبرز هذه الاختراقات كان استهداف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في أواخر سبتمبر، خلال غارة جوية على الضاحية الجنوبية في بيروت. ورغم أن نصر الله كان يعيش مختبئاً لتجنب الاغتيال، إلا أن الضربة الإسرائيلية جاءت لتقضي على أحد أكثر قادة الحزب نفوذاً منذ عام 1992، حين انتُخب خلفاً لعباس الموسوي الذي قُتل أيضاً بغارة إسرائيلية.
اختراقات متتالية تعمق جراح حزب الله
ورغم مقتل نصر الله، استمرت الاستهدافات، حيث وقع آخرها في محاولة اغتيال هاشم صفي الدين، خليفة نصر الله المحتمل، خلال اجتماع لقيادات الحزب في مخبأ تحت الأرض بالضاحية الجنوبية. ولم يتضح مصير صفي الدين بعد، إلا أن الهجمات كشفت عمق الاختراقات التي طالت الحزب.
بحسب تقارير إيرانية نقلتها "رويترز"، فإن المرشد الإيراني علي خامنئي كان قد حذر نصر الله قبل مقتله من احتمالية وجود اختراق إسرائيلي لأعلى مستويات القيادة في إيران وحزب الله. هذه التحذيرات جاءت بعد تسرب معلومات استخباراتية عن وجود عملاء إسرائيليين داخل صفوف الحزب، مما يزيد من صعوبة موقفه في ظل الضغوط المتزايدة.
إلى جانب نصر الله وصفي الدين، استهدفت إسرائيل العديد من القيادات البارزة في الحزب. على رأسهم فؤاد شكر، القيادي العسكري المعروف ورئيس أركان الحزب، الذي قُتل في ضربة استهدفت الضاحية الجنوبية في يوليو الماضي. كما تم استهداف إبراهيم عقيل، قائد "قوة الرضوان"، الوحدة النخبوية في الحزب، في سبتمبر الماضي، إلى جانب 16 من قادتها.
الضربات لم تقتصر على القيادات العسكرية فقط، بل طالت أيضاً شخصيات أخرى مثل نبيل قاووق، المسؤول عن الأمن في الحزب، الذي قُتل في نهاية سبتمبر. وقبل ذلك، قتل محمد سرور، قائد القوة الجوية، الذي كان له دور بارز في تدريب الميليشيات الحوثية في اليمن وتدريب قوات الحزب في سوريا.
هذه العمليات تعكس قدرة إسرائيل على اختراق صفوف الحزب واستهداف قياداته المؤثرة، مما يلقي بظلاله على مستقبل حزب الله وقدرته على الصمود أمام التحديات المتزايدة.